وسام الحلبي: وسط حمى الترشيحات التي تشهدها صفوف المعارضة اللبنانية، حسم حزب الله خياراته مع حلفائه وقطع الطريق أمام كثير من المرشحين المنتمين الى "8 آذار" والذين كانوا يتهيأون لإعلان ترشيحهم على لوائح المعارضة.
وعندما يؤكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أن "لا مجال لإستنساب فردي، أياً يكن لأننا لا نخوض معركة أفراد" يعني ان قيادة حزب الله هي المعنية أولاً وأخيراً في تشكيل لوائح المعارضة في المناطق اللبنانية كافة.
أوساط اسلامية شمالية، أكدت في هذا الاطار ان نائب أمين عام حزب الله نعيم قاسم التقى الاسبوع الماضي شخصيات تنتمي للمعارضة، واخرى تنتمي الى حركات اسلامية "جبهة العمل الاسلامي"، "حركة التوحيد بشقيها بلال شعبان، هاشم منقارة"، اضافة الى شخصيات علمائية سنية اخرى تعمل في فلك حزب الله وايران.
وأكدت هذه الاوساط ان الشيخ قاسم أبلغ المجتمعين ان الحزب لن يدعم أي شخصية مهما علا شأنها اذا لم يكن موافقاً عليها. وأوضحت هذه الاوساط ان الشيخ نعيم قاسم ذهب الى أبعد من ذلك عندما طلب من اكثر من شخصية كانت تتهيأ لإعلان ترشيحها بالعدول عن خوض المعركة الانتخابية.
وأشارت هذه الاوساط الى ان هذه المواقف التي أطلقها الشيخ قاسم تركت انطباعاً سيئاً لدى حلفائه، خصوصاً وسط الحركات الاسلامية ودفعت البعض منها الى اعادة حساباته بهذا التحالف الذي وظفه "حزب الله" في معركته الداخلية ولم يكسبها شيئاً سوى انفضاض أنصارها عنها.
وأضافت هذه الاوساط ان هذه الحركات الاسلامية ضاقت ذرعاً بتصرفات "حزب الله" خصوصاً في منطقة الشمال حيث يحاول أن يملي على هذه القيادات ارادته وتوجهاته في منطقة لا نفوذ له فيها باستثناء إنصار هذه الحركات وأكدت هذه الاوساط تساؤلات كثيرة بدأ تداولها وسط انصار هذه الحركات عن جدوى تحالفاتها مع "حزب الله" الذي يرفض الاصغاء لنصائح قيادات هذه الحركات ويصر على مواصلة نهج العنجهية والغرور ورفضه حتى مناقشة ناصحيه والحريصين على مسيرة المقاومة.
وأوضحت الاوساط الاسلامية الشمالية ان كثيراً من قادة هذه الحركات قرروا عدم الانصياع لأوامر الحزب التي وصفوها بالديكتاتورية. وبعيدة كل البعد عن المبدأ الاسلامي الذي يقر مسالة الشورى والتشاور بين الحلفاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق