أرشيف المدونة الإلكترونية

الأحد، 29 مارس 2009

"حزب الله" يرفض التعاون مع الأجهزة الأمنية

رفض "حزب الله" تسليم الأجهزة الأمنية شريطاً مصوّرً لحادث سير مروّع حصل على اوتوستراد هادي نصرالله، مما أدى إلى وفاة المواطن رامي فاعور من بلدة الخيام وتعرض شقيقه لاصابة بالغة.

ويأتي رفض الحزب لتسليم الشريط خوفاً من أن يكون أحد عناصره مسؤولاً عن الحادث، في حين هناك روايات عدة، الاولى تشير إلى أنه من الممكن أن تكون دراجة نارية صدمتهما أثناء عبورهما الطريق، والثانية تقول ان احد الفانات التي تنقل الركاب كانت مسرعة وصدمتهما، أما الثالثة فتقول ان سيارة هي التي اصطدمت بهما.

ويشار إلى ان الحادث وقع الاسبوع الماضي مقابل شركة دلباني للأدوات الكهربائية بالقرب من كافيه نسمات، ولا يزال شقيقه في مستشفى بهمن.

وتسلم ذوو القتيل في اليوم السابع على وفاته شهادة في الهندسة من الجامعة اللبنانية.

دولة "حزب الله"

هادي كركي: أمسك "حزب الله" بقرار المناطق الشيعية وبالأخص الضاحية الجنوبية بعد معارك ضارية مع حركة "أمل"، عمد الحزب حينها إلى تعليق مشانق لمجموعات من هذه الحركة على بعض أشجار اقليم التفاح بقصد إرعاب الناس، ذلك عدا الاغتيالات التي تعرّض لها عدد من المقاومين لإسرائيل من كلّ الأفرقاء على أيدي مجموعات تابعة للحزب أطلقت على نفسها في ذلك الحين اسم "قوات الحسين الانتحارية"، ما أجبر معظم الاهالي من الطائفة الشيعية على الانضواء تحت عباءة الحزب خوفاً من بطشه الذي لم يرحم حينها لا القريب ولا البعيد، بل ليتعدّى ذلك ويصبح الدم داخل البيت الواحد بين الأخ وأخيه عبر الفتاوى الإيرانية التي أحلت إراقة دم الأشقاء فيما بينهم.

تأثر "حزب الله" بالفتاوى الإيرانية لدرجة أصبحت تحدد مصيره ومصير حياة عائلات أفراده لدرجة جعلت أمين عام الحزب حسن نصرالله الذي كان وقتها مسؤولاً تنفيذياً في الحزب، يصدر فتوى تحرم شقيقته من إعطاء كوب من الماء لأخيه حسين نصرالله الملقب بـ"جهاد الحسيني" الذي كان يخضع لعملية جراحية حرجة في مستشفى الجامعة الأميركية بعد اصابة بالغة تعرض لها في اثناء معارك أمل وحزب الله. والمعروف ان "جهاد الحسيني" هو مسؤول حركة امل في الشياح.

هذه الفتاوى الجائرة جعلت من قلوب هؤلاء الشباب قاسية إلى حد أصبح العنصر منهم يكفر اهله وينعتهم بأبشع النعوت في حال لم يلتزموا فتاوى إيران، كما عمد حسن نصرالله في تلك الفترة إلى إعدام خمسة من عناصر "أمل" على طريق المطار بعد أن أقام الحزب حاجزاً طياراً على مقربة من جامع الرسول الأعظم حالياً.

ثم إن هناك العديد من ضعفاء النفوس الذين وجدوا ضالتهم في هذا الحزب الذي سمحت لهم سيطرته الكاملة على الضاحية بإنشاء المباني والدكاكين غير المرخصة وغير الشرعية ليتحوّل معظم هؤلاء الناس وبسرعة البرق من مستضعفين إلى أصحاب عقارات ومؤسسات وأيضاً أصحاب انتصارات وهمية بدءاً من انتصارهم على حركة "أمل" حتى اجتياح العاصمة بيروت في ايار 2009.

واستطاع الحزب طوال السنوات الماضية حتى الآن استحداث قوانين خاصة به مثل عدم جواز وضع الموسيقى خلال الحفلات أو الأعراس في مناطق نفوذه حيث يضطر هؤلاء في معظم الأحيان إلى إقامة حفلاتهم خارج المناطق التي يسيطر عليها الحزب، كما يمنع الحزب معظم الدكاكين من إدخال مواد غذائية معينة إلى الضاحية ما لم يكن له حصة الأسد فيها من ضرائب أو ما شابه، وأخيراً منعت شركة للمرطبات من توزيع منتجاتها داخل الضاحية بسبب عدم دفع الخوة لهذا الحزب، ليعود ويسوّى الأمر في ما بعد لأنه وكما هو معروف فإن هذه المنطقة تستهلك أكبر عدد من المواد الغذائية.

كما عمد الحزب إلى جعل السكان يتوجسّون خيفة من الإقبال على أي نوع من الطعام من دون التيقن انه متمم للشروط الشرعية التي تحل أكله بمنظوره، وهذا ما جعل من شهادات الحلال التي يصدرها الخامنئي عبر وكلائه في لبنان ضرورية للمطاعم التي تسعى للحصول عليها قبل الحصول على تراخيص وزارة الصحة ضمن المناطق التي تخضع لسيطرة الحزب، والكثير من تلك المطاعم تسعى للحصول على تلك الشهادات حتى أمست شرطاً من شروط إقبال جماعات الحزب عليها.

ويعود صمت التجار هناك عن تلك الأمور خوفاً من إثارة الشبهات حول أعمالهم، فالحزب يستطيع أن يفبرك اموراً عدة تضطرهم لإقفال محالهم، وليس أدل من حال السكوت هذه لدى سكان الضاحية والاستجابة لضغوط "حزب الله" سوى تلك الأعداد الغفيرة التي تقبل على مشايخ الحزب تستفتيهم في أمور عدة وقضايا يعود الاختصاص فيها للقضاء المدني وحده كحوادث السير أو النزاع على الملكية، حتى ان هؤلاء المشايخ يفتون في كثير من الأحيان بجواز سرقة كهرباء الدولة تحت حجّة هدر حقوقهم لأنهم شيعة.

وبات الحزب قاب قوسين أو أدنى من تحقيق دولته الخاصة حيث أصبح يسيطر على مؤسسات الدولة في ظل غيابها إلى جانب مؤسساته الخاصة من مستشفيات وشركات للاعمار وسنترالات لم يعد باطن الأرض يسعها لترتفع وتعانق الأعمدة والأبنية، حتى ان هذه الأسلاك تمر من منزل إلى آخر في بعض الأحيان، كما ان لديه مؤسسات تربوية تتبع المنهج الايراني في تعاليمها، وجعلت من التلامذة يتعرفون على زواريب المدن الايرانية حتى دون زيارتها.

كل هذه الامور تحدث بالتوازي مع ازدياد السلاح الايراني لدى الحزب بما يفوق سلاح الجيش اللبناني بمرات عدة، ليطل علينا أخيراً الأمين العام مبشراً بامتلاكه منظومة صواريخ جوية.

وهكذا ومع هذا الوضع المخيف، بات اللبناني ينتظر سماحته ليطل في المرة المقبلة معلناً دولة "حزب الله".

من أقوال نعيم قاسم

ان ولاية الفقيه تمثل الاستمرارية لولاية النبي"، ويستشهد بقول الخميني: "فَتَوَهّم ان صلاحيات النبي في الحكم كانت اكثر من صلاحيات الفقيه هو توهم خاطئ وباطل"".

"الفقيه هو الآمر الزمني والروحي وقراره قاطع لا يرد، يشمل المادة والروح وكل الناس في كل الاوطان، ومن هنا ارتباط الحزب بالولي الفقيه الايراني ذلك ان لا علاقة لموطن الفقيه بسلطته، كما لا علاقة لموطن المرجع بمرجعيته".

"الارتباط بولاية الفقيه تكليف والتزام يشمل الحزب وجميع المكلفين، حتى عندما يعودون الى مرجع آخر في التقليد، لان الامرية في المسيرة الاسلامية العامة للولي الفقيه المتصدي. فإذا واجهت قيادة الحزب قضايا كبرى تشكل منعطفاً في الاداء او تؤثر على قاعدة العمل او تعتبره مفصلاً رئيسياً او تتطلب معرفة الحكم الشرعي فيها، عندها تبادر الى طرح السؤال او اخذ الأذن لاضفاء الشرعية على الفعل او عدمه".

"عندما تكاثرت رغبات وطلبات الانضمام الى حزب الله ممن لا تتوفر فيهم شروط الالتزام بالاسلام او بعض الشروط الخاصة، رفض الحزب اجراء تعديلات لاستيعابهم".

"المقاومة اذا خضعت لادارة الدولة فقدت قدرتها على التحرير وأصبحت مقيدة بضوابط الدولة السياسية".

"ما مدى مشروعية الدخول في مجلس نيابي يعتبر جزءاً من نظام سياسي طائفي ولا يعبر عن رؤية الحزب للنظام الاصلح، لا يمكن الاجابة عن المشروعية لأنه من مختصات الولي الفقيه، اذ يعتبر البعض ان المشاركة في نظام غير اسلامي لا تنسجم مع الرؤية المتكاملة للاسلام حيث ينحصر تكليف المكلف في العمل لاقامة الدولة الاسلامية، ونظام الحكم الاسلامي، وفيما عدا ذلك يجب ان يبقى خارج اطر الانظمة الوضعية مهما كانت صيغتها، ومع ان تغليب المصالح على المبادئ مرفوض، لكن اعتبار المصالح في دائرة المحافظة على المبادئ مقبول.

اذن فليكن الدخول الى المجلس النيابي احدى وسائل التغيير، خاصة ان حجم المصالح التي تتحقق في المشاركة النيابية كبيرة، اما الاولويات فيتحكم بها القرار السياسي للحزب. ثم جرى استفتاء سماحة الولي الفقيه الامام خامنئي حول مشروعية المشاركة في الانتخابات بعد تقديم اقتراح اللجنة فأجاز وأيّد، عندها حسمت المشاركة.

ولأن الحكومات في لبنان تعتمد على شخص رئيسها والتوزيع الطائفي والمناطقي اكثر من الالتفات الى مضمون البيان الوزاري، وهكذا كان الاصل عدم المشاركة في الحكومة بحيث تكون المشاركة هي الاستثناء".

"وثيقة الطائف كانت معبراً الى انهاء تمرّد العماد ميشال عون. ولكن النظام بقي طائفياً، وبقي الاداء اللبناني العام محكوماً بالمعادلة الطائفية".

"اسباب نجاح علاقة الحزب بإيران الايمان المشترك بولاية الفقيه للامام الخميني، اختيار النظام الاسلامي في الحكم، الانسجام في رفض الاستكبار".

"لتنفيذ امر الامام الخميني بإرسال الحرس الثوري الاسلامي الايراني لدعم لبنان في مواجهة الاحتلال، وافق الرئيس الاسد، ومرّ الحرس عبر سوريا ليدرب شباباً شكلوا حزب الله. وهكذا حمت سوريا المقاومة من بعض القوى السياسية وخرجت اسرائيل من لبنان بعزيمة حزب الله وهذا ادى الى قوة توظيفية كبرى لمصلحة الموقع السوري."

"إذا كنا مؤمنين بنصر الله تعالى فهو آت: (ونريد أن نَّمنَّ على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين) (سورة القصص آية 5). وإذا كنا واثقين بأننا نمهد لظهور الامام المهدي (عج) ليملأ الارض قسطاً وعدلاً بعد ان ملئت ظلماً وجوراً، فإن المستقبل واعد، وعلى الله فليتوكل المؤمنون".

مـن أقـوال حـســن نـصـرالله :

نصر الله "السلاح سيستعمل للدفاع عن السلاح".

"أنا أفتخر أن أكون فرداً في حزب ولاية الفقيه.. ويجب ان يبقى كل سلاح في خدمة الهدف الذي صنع من اجله، وضع من اجله، سواء كان سلاحا للدولة ام سلاحا للمقاومة".

"اذبحوهم في فراشهم"

"لا نؤمن بوطن اسـمه لبنان، بل بالوطن الإسلامي الكبير".

"إن لبنان وهذه المنطقة هي للإسلام والمسلمين، ويجب أن يحكمها الإسلام والمسـلمون".

"كلنا في لبنان حاضرون للتضحية بأنفسـنا وبمصالحنا وبأمننا وسـلامتنا وبكل شـيء لتبقى الثورة في إيران قوية متماسـكة".

"الجمهورية الإسلامية في إيران مسؤوليتنا جميعاً وليست مسؤولية الشعب الإيراني وحده، وعلى المسلمين أن يخدموها ويساعدوها لأنها قلب الإسلام النابض وقرآن الله الناطق".

"نحن لا نملك مقومات حكم في لبنان والمنطقة، لكن علينا أن نعمل لنحقق هذا.. ومن أهم الوسائل تحويل لبنان مجتمع حرب".

"مشروعنا هو إقامة مجتمع المقاومة والحرب في لبنان".

"على المسلمين أن يسعوا إلى إقامة الحكومات الإسلامية في بلدانهم، ولا عجب أن ندعو في لبنان إلى إقامة الدولة الإسلامية من أجل إقامة السلام العادل الذي يعمل من أجله الإمام المهدي" .

"دعانا الإمام لإقامة الحكومة الإسلامية في أي بلد نعيش فيه، وهذا ما يجب أن نعمل له وأن نفهمه تكليفاً شرعياً واضحاً وأن نعمل له في لبنان وفي غير لبنان، لأنه خطاب الله منذ أن خلق آدم".

"إن حزب الله أمة في لبنان لم تخرج من أجل سلطان ولا مال.. هذه الأمة وجدت أن الحق لا يعمل به، فخرجت تصلح في هذه الأرض، كل الأرض، لتقيم فيها حاكمية العدل الإلهي التي تتواصل وتتكامل بظهور صاحب العصر والزمان".

"المشروع التوحيدي الأول والوحيد في هذا الكون هو مشروع الدولة الإسلامية. مشروع الدولة الإسلامية توحيدي أكثر مما يتصور هؤلاء الناس، وليس مشروعاً تقسيمياً. نعم، لو كنا نتحدث عن كانتون شيعي في الضاحية الجنوبية لكان مشروعاً تقسيمياً. أما نحن فنتحدث عن دولة إسلامية. ونحن حتى لو أقام بعض الناس كانتونات فإننا لن نسامح من سيقيم كانتوناً مسيحياً في المنطقة الشرقية، وفي جبيل وكسروان، لأن هذه مناطق المسلمين وقد جاءها المسيحيون غزاة. جاءت بهم الإمبراطورية البيزنطية ليكونوا شوكة في خاصرة الأمة".

"الدنيا، في فكر الحزب فانية محدودة. نحن قوم ننمو ونكبر بالدمار، ودماؤنا نقدمها قربانا، وهدفنا تحرير القدس وإزالة اسرائيل من الوجود".

"إن حزب الله أمة في لبنان لم تخرج من أجل سلطان ولا مال. هذه الأمة وجدت أن الحق لا يعمل به، فخرجت تصلح في هذه الأرض، كل الأرض، لتقيم فيها حاكمية العدل الالهي التي تتواصل وتتكامل بظهور صاحب العصر والزمان".

"قتال اسرائيل ليس هدفا بل وسيلة للوصول الى الله، والأفق السياسي والمبدأ الاستراتيجي يقوم على إزالة اسرائيل من الوجود.. لهذا علينا أن نبني مجتمع المقاومة ونهيئ أنفسنا للحرب الحقيقية وأن نبني الجيش العظيم الذي دعا اليه الإمام الخميني".

"سيصل منهج ياسر عرفات السياسي الى حائط مسدود، وسيأتي يوم يصبح فيه قتال اسرائيل وإبادتها الثابت الوحيد، وعلى أساس هذا التطور فإن المنطقة لا تسير نحو التسوية".

"نحن لا نطمح الى تدمير المجتمع المسيحي، بل الى تدمير المؤسسات التي تحكمنا باسم أميركا واسرائيل".

"سنستمر في المقاومة من أجل العزة والكرامة ومن أجل الإسلام، والقتال تكليف شرعي في مقاومة اسرائيل وهو طريق الأمة، فلا يجوز أن يحسب حساب لعديد الشهداء، وبذلك نصنع المستقبل".

"الأولوية في صراع حزب الله محكومة بأساسين: تحرير القدس وإزالة اسرائيل من الوجود، وحفظ الثورة الاسلامية في إيران".

"ان من لا يعرف إمام عصره مات ميتة جاهلية.. لأن الإمام الخميني جسّد في شخصه أمة واستطاع أن يجعل من كل رجل أمة وهذا ما لا يستطيعه إلا الأنبياء".

"القدس هي قضية كل مسلم، تحريرها واجب شرعي، ومن يتخلف عن هذا الخط ليس بمسلم. انها واجب شرعي كالصلاة والصوم، تاركها تارك للصلاة والصوم. ويجب أن نبقي جبهة الجنوب مفتوحة للمقاومة حتى لو سدّت كل الجبهات العربية".

النظام السوري.. تاريخ من القتل والخيانات

علي كلاكش: يبدو أن قابلية النظام السوري للنسيان لا تحدّها حدود، فقد سلك هذا النظام منذ نشأته، طريق التآمر والخذلان وبالتحديد في ما خص القضية العربية التي لا ينفك هذا النظام بين الفينة والأخرى يذكرنا بأنه رأس حربة الأمة العربية دفاعاً عنها في مواجهة العدوان الصهيوني، بينما حقيقته وتاريخه يدلان على عكس ما يدّعيه.

في سنة 1967 دخل العرب في حرب مع إسرائيل، وبالرغم من ان سوريا كانت هي سبب الحرب والداعية إليها، إلا ان وزير الدفاع آنذاك حافظ الاسد وفي عز المعركة أمر جيشه بترك الأسلحة والتراجع عن الجبهة تاركاً للاسرائيليين وراءه ترسانة حربية لا يستهان بها مع عشرات القرى في جبل الشيخ، حتى قيل وقتها ان تلك الترسانة التي تركها الجيش السوري كانت تكفي لصموده اشهراً.

ولم يقف الأمر عند هذا الانسحاب، بل قرر حافظ الاسد وقتها معاقبة الضباط والجنود الذين تأخروا في تنفيذ الانسحاب وأحالهم على المحاكم الميدانية بدل مكافأتهم، كما عمد حافظ الأسد في ذلك الوقت إلى إذاعة بيان يعلن فيه سقوط القنيطرة قبل سقوطها بـ48 ساعة، طامحاً إلى الجلوس على كرسي يحرس من خلاله الجولان بدل أن يجد نفسه مقتولاً أو منفياّ، وهو القائل "كرسي تحكم من خلاله أهم وأفضل من بلد لا تملك به موطئ قدم"، فقد تسلم الأسد الأب السلطة بانقلاب على أقرب أصدقائه، فمنهم من أعدم ومنهم من نفي إلى الخارج لتخلو له الساحة، وكانت اولى اختباراته من قبل إسرائيل تدميراً كاملاً لمدينة حماة السورية على رؤوس أهاليها العزل تحت ذريعة انقلاب "الاخوان المسلمين" على سلطته، لكن الهدف كان إراحة إسرائيل التي فضلت حكم الأسد المتعاون لأقصى الدرجات معها عن ان تحكم سوريا من قبل "الاخوان المسلمين"، كما لم تطلق في عهد حافظ الأسد رصاصة واحدة باتجاه الجولان المحتل، بحيث كان عذره الدائم: سوريا هي التي تحدد المكان والزمان اللذين تحارب فيهما اسرائيل.

وأيضاً لحافظ الأسد شعارات عدة في ما يتعلق بالصراع مع إسرائيل، ومنها ان سوريا لن تنجر إلى حرب ما لم تكن مستعدة لها، فلم تدخل هذه الدولة حتى الآن أي معركة أو على الأقل مناوشة مع إسرائيل بالرغم من ان الاخيرة انتهكت الأراضي السورية مرات عدة منها قصف الحدود السورية ـ اللبنانية وقصف منطقة البوكمال السورية، وأيضاً قصف رادارات الجيش السوري في البقاع، وقصف موقع الكبر في دير الزور، لكن الجواب السوري دائماً كان يأتي مخيباً لآمال الشعب العربي، وبالأخص الشعب اللبناني الذي يبدو أنه سينتظر العمر كله لكي يرى جيش الأسد يحارب الى جانبه ضد اسرئيل، على الاقل في جبهة الجولان.

كل الشعوب العربية باتت مقتنعة بأن للنظام السوري جيشاً برسم الايجار وليس للدفاع، تارة يُستأجر في الكويت وأخرى في لبنان، والمكسب يكون دائماً إنعاش حسابات نظام آل الأسد في المصارف العالمية.

ولم تنته حقبة الغدر والخيانة حتى بعد ان تسلم بشار الأسد الحكم من أبيه، فهذا الرجل الذي قيل يوماً إنه كان له يد في مقتل أخيه باسل بالتعاون مع جهاز سرّي داخل سوريا وبعض الأقارب من آل الاسد ومخلوف، أكمل رسالة والده بالقتل في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري الرافض للتمديد لاميل لحود ليعود بعدها ويقتل الرجل الذي صنع منه رئيساً لسوريا وهو غازي كنعان الشاهد على حقيقة اغتيال الرئيس الحريري.

يمرّ الوقت ومصاص الدماء بحاجة إلى شرب الدم، فهي بالوراثة، ليكون هذه المرة الهدف قائد مقاومة "حزب الله" عماد مغنية بصفقة مع إسرائيل بواسطة محمد سلمان وآصف شوكت صهر الرئيس السوري وبأمر من الأخير شخصياً ليعود بعدها ويقتل اللواء محمد سلمان الشاهد وأحد المخططين لاغتيال مغنية. هذا هو النظام الحاقد الذي يدّعي العروبة، والتي تنام بجواره وعلى كتف جولانه دولة إسرائيل نوماً هانئاً.

أبو جمرة يلمس "قطبة مخفية" وراء ترشيحه ضدّ التويني

"سيمون أبو فاضل من جريدة الديار"

لم يمرّ قرار رئيس التيار الوطني الحر النائب ميشال عون ترشيح نائب رئيس الحكومة ‏اللواء عصام ابو جمرة عن المقعد الارثوذكسي في دائرة بيروت الاولى دون مفاعيل واهتزازات ‏داخل صفوف التيار وقياداته.

ومن التداعيات الداخلية التي تم تطويقها بعد توسط قيادات في قوى 8 آذار وبينهم ‏قياديون في "حزب الله" بين النائب ميشال عون والقيادي زياد عبس، إقناع الأخير بعدم اعلان ‏الانفصال عن التيار في موقف علني والاكتفاء بالمغادرة الى الخارج بصمت، بعد ان اعتبر ‏المهندس عبس ان ترشيح ابو جمرة يشكل طعنة مباشرة له في ظهره بعد الجهد الذي بذله كمرشح ‏عن دائرة بيروت الاولى استعداداًَ وتحضيراً للانتخابات النيابية.

أما في ما خصّ التداعيات الواضحة، فقد أتى إبعاد ابو جمرة عن الترشح في ‏منطقة مرجعيون وكأنه بمثابة طرد له من قبل الحزب السوري القومي الاجتماعي، ما شكل حول ترشح أبو جمرة في الأشرفية حالة من الرفض ‏الجامع من قبل ابناء وناخبي الدائرة الاولى في بيروت المتعاطفين مع المرشحة ‏نائلة تويني، والمؤيدين لها في حملها رسالة والدها الشهيد جبران تويني، وقد بدت حالة الرفض ‏الشعبية واضحة للواء ابو جمرة ولترشحه عن هذه الدائرة من خلال تحفظ او تهرب المرشحين مسعود ‏الاشقر ونيكولا صحناوي من مرافقته في جولاته الانتخابية او اشراكهما له في بعض تحركاتهما، خصوصا ان معالم المواجهة بين المرشحين ابو جمرة وتويني بدأت تتكشف بعد انسحاب ‏المحامي ميشال تويني لصالح الانسة نائلة تويني اثر دخول رئيس المجلس العام الماروني الوزير ‏السابق وديع الخازن على خط دوزنة هذا الانسحاب الذي سيعزز اكثر فارق اصوات تويني على ‏ابو جمرة.

لكن التداعيات التي قد تخرج الى العلن يوماً، تبدأ من اكتشاف نائب رئيس الحكومة اللواء ‏ابو جمرة كما ينقل عنه زواره ومقربون منه، أبعاد قرار ترشيحه في الدائرة الاولى، بعد ما ‏تبيّن ان ثمة "قطبة مخفية" في هذا القرار تكمن في السعي لحرقه من قبل القيادي في التيار ‏الوطني الوزير جبران باسيل، في خطوة تهدف إلى قطع الطريق عليه امام اي دور مستقبلي له في ‏قيادة التيار، اذ ان اللواء ابو جمرة كان احد القياديين الذين ابدوا تحفظهم من كلام ‏النائب عون لدى توصيفه صهره الوزير باسيل بأنه قدم تضحيات ويمتلك قدرة وطاقة غير ‏متوفرة لدى قيادات اخرى في التيار محيطة به، فيومها لجأ ابو جمرة الى الاعتكاف وقاد حملة ‏معارضة ضد النائب عون تم تطويقها لاحقاً بعدما بدأت تتكوكب حول ابو جمرة ‏القيادات الرافضة لمنطق تحويل التيار الوطني الحر الى "تيار عائلي حر".‏

وبذلك فإن نائب رئيس الحكومة ابو جمرة وكما يتابع زواره، يجد أنه قد خدع من خلال ترشيحه ‏في دائرة لن يفوز فيها، وبعدها ستقطع عليه طريق الدخول الى الحكومة، في حين كان يفضل ‏استناداً الى حسابات الربح التي تعدها مكاتب الاحصاء الخاصة بالتيار الوطني الحر، ان يبقى ‏خارج حلبة الترشيح.

وما يرفع من عصبية اللواء ابو جمرة امام زواره، ما يتناهى اليه عن رغبة لدى النائب ‏عون بعدم ترشيح الوزير جبران باسيل عن دائرة البترون في ظل تقدم قوى 14 آذار ‏انتخابياً، وهو الامر الذي حدا بالنائب عون في اجتماع التكتل ما قبل الاخير، إلى التذكير ‏بمطالبة التيار بفصل النيابة عن الوزارة محضرا بذلك القرار لعدم الترشيح في الاشرفية، ‏وبذلك فإن النائب عون يحضر لتمهيد طريق زعامة التيار الوطني الحر للوزير باسيل، بعدما ‏استهلك رصيد القيادات اسوة بالعميد المتقاعد فايز كرم الذي تم التفاهم على إبعاده ‏انطلاقاً من تبرير الإبعاد بالخصوصية المناطقية التي لا تسمح بترشيح احد افراد العائلة في ظل ‏رغبة «البيك» بالترشح.

ولأن العماد عون يسعى للتحضير لنتائج الخسارة اذا استطاعت القوى المسيحية في ‏‏14 آذار تنظيم صفوفها وتجاوز التهافت على المقاعد والفشل في تنمية صفوف هذه القوى في ‏اطارها المسيحي، فإنه يحضر منذ اليوم لتحميل مسؤولية الخسارة للقيادات ‏الحالية، ومنتقلاً بعد الانتخابات بنتائجها السلبية عليه لعقد مؤتمر عام يتم خلاله تنظيم ‏هيكلة التيار وفق معايير جديدة، استنادا الى تطلعات الوزير باسيل وأفكاره السياسية.

ولكن التسليم منذ اليوم بفوز تحالف قوى 14 آذار الذي يضم لغاية الآن عن الدائرة الاولى، ‏النائبين ميشال فرعون وسيرج طورسركيسيان والانسة نائلة تويني والمحامي نديم الجميل والذي ‏سيستكمل بمقعد ارمني ثان، لا يعني أن قوى 14 آذار المسيحية جاهزة للفوز في ‏حال لم تلجأ الى تنظيم صفوفها داخل فريقها المسيحي، اسوة بالمشهد الاولي والنهائي للدائرة ‏الاولى حيث القواعد الشعبية منذ اليوم قادرة على التحرك معاً وفي اتجاه واضح. وهذا ‏ما يتطلب انسحابه على كلّ الدوائر الموزعة فيها هذه القوى المسيحية وأحزابها.

الجمعة، 27 مارس 2009

لاريجاني يرتب اوضاع كربلاء والنجف قبيل اعلان وفاة عبدالعزيز الحكيم وتنصيب ابنه مكانه

وصل رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني الى مدينة النجف في العراق في زيارة مفاجئة لم يعلن عنها مسبقاً في اطار الترتيبات السياسية والأمنية الايرانية لاعلان عمار الحكيم رئيسا للمجلس الاعلى الاسلامي المرتبط بالمخابرات الايرانية منذ تأسيسه عام 1982 .
وتؤكد التقارير ان صحة عبد العزيز الحكيم تدهورت خلال الايام القليلة الاخيرة الى درجة كبيرة جدا وتسعى ايران الى احتياطات ترتيب الاوضاع في العراق على نحو مبكر .
وقال مصدر في الوفد الذي يرافق لاريجاني الذي كان يشغل منصب الامين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني وهو اقرب القيادات الامنية والسياسية الى مرشد ايران الاعلى علي خامنئي إن لاريجاني وصل الى محافظة النجف آتياً من محافظة كربلاء، وزار مرقد الامام علي بن أبي طالب عليه السلام ، كما زار قبر محسن الحكيم، المرجع الديني الشيعي الاعلى السابق.
واضاف المصدر ان الزيارة ليس لها علاقة بحكومة المالكي ولا تنسيق معهم بشأنها فهي خاصة .
ورصد مصدر في النجف عددا من السيارات كانت تقل أفراد حماية عسكرية من فيلق بدر برفقة هادي العامري رئيس الفيلق حاليا .
وأضاف المصدر أن لاريجاني توجّه بعد ذلك "لزيارة المنزل الذي كان يسكنه الخميني، قائد الثورة الاسلامية الاول في إيران بالمدينة". قبل ان ينتقل الى الكويت ثم فرنسا حيث اقام سنوات قبل ان تعيده طائرة فرنسية الى طهران يوم سقوط شاه ايران .
ويلتقي رئيس مجلس الشورى المرجع الديني الشيعي الاعلى اية الله علي السيستاني وابنه محمد رضا معتمد المخابرات الايرانية في حوزة النجف .
وكان لاريجاني زار العراق آخر مرة في نيسان/ابريل عام 2007.

هذه خطورة الاسعد على حزب الله

علي كلاكش: أحرق في بلدة الخيام في جنوب لبنان، خلال اقل من شهرين، نحو تسعين سيارة تابعة لمناصري رئيس لقاء "الانتماء اللبناني" احمد الاسعد. وخلال الاسبوع الماضي كانت تحترق في شارع منزو من البلدة السيارة رقم 91، مما أثار حفيظة لم يكن يتوقعها "حزب الله". فقد ارتفع صوت ابناء البلدة بعبارة كفى، وانطلقت اتصالات من فاعليات اجتماعية في الخيام وخارجها، جميعها تسأل هل اصبحت عمليات حرق السيارات لأسباب انتخابية ظاهرة في الجنوب مسموح بتفاقمها؟ علماً انه كان مطلوباً منذ البداية قطع دابر التعدي على الممتلكات الخاصة للناس.
وصل صوت الناس المرتفع الى مسامع الاجهزة الامنية والمستويات السياسية الرسمية في الجنوب، التي تداعت الى الاتصال بـ"حزب الله" وحركة "امل". وكان الجواب هو نفسه: كل طرف حاول رمي كرة المسؤولية عما يحدث على الطرف الآخر. ولكن الناس ملوا من هذه الطريقة في التحايل على وجود الدولة ومشاعر مواطني الجنوب. وطالبوا باجراءات حاسمة لوقف ظاهرة احراق السيارات كأسلوب متبع ضمن حملة "حزب الله" الانتخابية في هذه المنطقة.
كان لافتاً انه بعد مضي اربع وعشرين ساعة على تعاظم حملة الناس في الجنوب ضد ظاهرة إحراق سيارات تيار سياسي، كل ما يفعله انه يخالف "حزب الله" رأيه السياسي وخياراته، حدث تطور ترك في اثره الكثير من الدهشة والاستغراب. فقد اتصل احد مسؤولي "حزب الله" المعروفين في الجنوب بمسؤول في "الانتماء" وقال له: انتهت عمليات إحراق السيارات.
بهذه البساطة اعلن "حزب الله" خروجه من هذه القضية، التي انتهجها طوال ثلاثة اشهر وألحقت اضراراً بممتلكات المواطنين قدرت بنحو 152 سيارة.
والآن ينتظر المواطنون ما اذا كان التعهد الذي جاء متأخراً بوقف التعدي على ممتلكات المواطنين الخاصة بتهمة مخالفة الرأي السياسي للحزب، سينفذ. وبانتظار ذلك ثمة اسئلة مشروعة تطرح عن سبب خوف "حزب الله" من حالة سياسية لا تزال ناشئة وكل ما تملكه هو مناصرون عزل من السلاح يريدون وضع ورقة تعبر عن رأيهم في صناديق الاقتراع.
هناك العديد من الاسباب لخوف الحزب هذا، لعل ابرزها ان حالة احمد الاسعد تعيد التذكير بالقاعدة الاسعدية في هذه المنطقة، وهي قاعدة اجتماعية، عمد "حزب الله"، بعد انتقال الزعامة السياسية في جبل عامل من دارة الطيبة الاسعدية الى حركة "امل"، الى استقطابها، تحت عنوان انه قادر على تأمين حماية لها بوجه الحركة، وضمن مناخ انه اذا كانت "امل" بنت مجد صعودها السياسي والاجتماعي في الجنوب على انقاض الاسعدية، فان "حزب الله" هو خارج اطار هذا الصراع، وبروزه كقوة سياسية في الجنوب لا يوجد فيها عقدة المرحلة الاسعدية .
وبالفعل فان القاعدة الاسعدية كانت من اوائل الشرائح الاجتماعية في الجنوب التي ذهبت الى "حزب الله" لتحمي نفسها من سيطرة "امل" السياسية والعسكرية والاقتصادية على الجنوب. وكان العداء كبيراً في تلك الفترة بين شرائح "امل" الاجتماعية الجديدة الصاعدة وشرائح الاسعدية. فالاولى كانت تسعى الى تأكيد نفوذها، على حساب تراجع الثانية. ولم يكن ممكناً للجماعات الاسعدية ان تذهب الى "امل"، كما لم يكن بمقدور الاخيرة ان تستقطبها. وجاء "حزب الله" ليستفيد من هذا التناقض الاجتماعي والسياسي بين الشريحيتن، وعقد مقايضة تاريخية: الحماية للاسعديين في مقابل ولائهم له.
الآن يخشى "حزب الله" ان تؤدي حركة احمد الاسعد في الجنوب الى ايقاظ الشرائح الاسعدية بداخله، وبتعبير أدق ان تنكأ ذاكرتهم بعدما نجح في تطويعهم اجتماعياً وثقافياً ضمن مشروعه الحزبي. وعلى هذا فان الحزب يتعامل بأسلوب قمعي مع احمد الاسعد، ليس لكونه معارضاً سياسياً لخيار الحزب الشيعي فحسب، بل لكونه يهدد باستعادة الذاكرة لجزء واسع من قواعده الاجتماعية في الجنوب.

الأمن الممسوك.. في الضاحية الجنوبية

خلال قيام خبير السير سامي الشرتوني بتصوير حادث سير في محطة ضهور العبادية ـ الطريق الدولية، صدمه جيب شيروكي رصاصي اللون يقوده الدكتور (علي.ر) ثم صدمته مجدداً سيارة (BMW) طراز (X5) سوداء اللون وفر سائفها الى جهة مجهولة، ونقل الشرتوني الى مستشفى الإيمان ـ عاليه لكنه فارق الحياة. وبعد الاستعلام عن سيارة (X5) تبين أنها بيعت أخيراً الى المدعو (و.ح.ح) ويقطن في محلة السان تريز ـ فصيلة الحدث، وعندما تم الاتصال بـ(و.ح) للاستماع إلى افادته لم يحضر فنظم بلاغ بحث وتحر بحقه وما يزال متوارياً عن الأنظار، بينما قام الدكتور (علي.ر) بتسليم نفسه إلى مفرزة سير بعبدا القائمة بالتحقيق فور وقوع الحادث فأوقف رهن التحقيق وما يزال بناء لاشارة القاضي ماهر شعيتو.
في محلة حارة حريك في الشارع الخلفي لمستشفى الساحل وبسبب افضلية المرور بين دراجة نارية يقودها يحيى الحكيم جواد (22 عاماً) من جهة وسيارة نوع مرسيدس سوداء اللون بزجاج عازل للرؤية مجهول من بداخلها من جهة ثانية. وبعد حصول تلاسن بين الطرفين أقدم أحد ركاب سيارة المرسيدس على إطلاق خمسة عيارات نارية باتجاه سائق الدراجة ما أدى إلى إصابته بطلقين في قدميه نقل على اثرها الى مستشفى الساحل بينما فر الفاعلون إلى جهة مجهولة، وتم تحويل المحضر إلى مفرزة الضاحية القضائية للتوسع بالتحقيق.
أقدم عشرة أشخاص عرف منهم المدعو (ج.خ) في محلة الشياح شارع المصبغة على اصطحاب خالد علي يوسف مرافق أمين عام المجلس الاسلامي العربي العلامة محمد الحسيني إلى مركز حركة "أمل" الكائن في المحلة المذكورة، وصادروا من منزله جهازاً لاسلكياً ومسدساً من نوع "زيك زاور" وبعد ساعات عدة اطلق سراح خالد بعد استجوابه. يذكر أن العلامة الحسيني معروف بمعارضته لـ"حزب الله" و"حركة أمل".

الأربعاء، 25 مارس 2009

حزب الله متردّد بشأن الرئيس حسين الحسيني

أكدت أوساط قريبة من حزب الله، ان مسألة ترشيح رئيس مجلس النواب السابق الرئيس حسين الحسيني على لائحة الحزب في بعلبك ــ الهرمل، ما زالت غير محسومة وهي تتفاعل داخل المجموعة الحزبية المخولة باتخاذ القرار.

وأوضحت هذه الاوساط ان قسماً من هذه المجموعة يؤيد أخذه على اللائحة في حين يعارض قسم آخر ذلك الأمر ويرفضه بسبب بعض المواقف التي تبناها الرئيس الحسيني خلال السنوات الماضية، خصوصاً مسألة لجوئه الى الاستقالة التي اعتبرها حزب الله آنذاك موجهة ضده.

المر يسعى الى كتلة من 7 نواب

أكدت أوساط قريبة من النائب ميشال المر أن التصعيد العوني ضده مرتبط بسعي المر الى إيصال كتلة نيابية لا تقل عن 7 نواب ولا تتجاوز 10 نواب، على أن تشمل أكثر من منطقة.

وأكدت هذه الاوساط أن هذا هو السبب الحقيقي الذي أغضب الجنرال عون وأخرجه عن طوره خصوصاً عندما تيقن رئيس التيار الوطني الحر من ان المر قادر على تحقيق هدفه بين بيروت الاولى وبعبدا ومنطقة المتن.

سكاف يقاوم ضغوط عون والمعارضة

أكدت أوساط قريبة من الوزير الياس سكاف ان كل الضغوط التي يتعرض لها بشأن اخذ مرشحين حزبيين على لائحته قد فشلت حتى الآن. وأوضحت هذه الاوساط ان سكاف ما زال يصر على تشكيل لائحة تضم رموزاً عائلية بعيداً عن الحزبيين، مشيرة الى ان حلاً وسطاً يتم تداوله الآن بين اقطاب المعارضة يقضي بأخذ أصدقاء للأحزاب، وبذلك يكون سكاف قد أرضى الشارع الزحلاوي ولم يغضب حلفاءه في المعارضة خصوصاً التيار الوطني الحر وحزب الله.

سوريا تفضل سكر على رحمة

أكدت مصادر قريبة من المعارضة ان حزب الله وبناء على رغبة سورية، وافق على أخذ النائب الحالي نادر سكر على لائحته في بعلبك ــ الهرمل. وأشارت هذه المصادر إلى ان الجهود التي بذلها رئيس حزب التضامن اميل رحمة ذهبت ادراج الرياح بعد الاوامر التي أتت من دمشق.

وأوضحت المصادر ان رحمة كان قد اطمأن إلى أنه سيكون على لائحة الحزب بناء على وعود أعطاها له حزب الله.

عقبات كثيرة تعترض تشكيل لوائح المعارضة

هادي كركي: على الرغم من الكلام الذي أعلنه رئيس "التيار الوطني الحر" ميشال عون عن أن اللقاء الذي جمع الكتل النيابية للمعارضة في الرابية لم يكن من أجل حسم اللوائح الانتخابية للأقلية في المناطق اللبنانية، إلا أن مصادر قريبة من المعارضة أكدت أن التأخير في تشكيل لوائحها له علاقة بالأزمة التي يواجهها حزب الله بشأن المرشحين الذين سيخوض من خلالهم المعركة الانتخابية.

وحسب هذه المصادر يواجه حزب الله صعوبة في الاختيار بسبب كثرة المرشحين في صفوفه، ومواقع القرار في قيادته.

وأوضحت المصادر أن عملية الاختيار ستمرّ في أكثر من قناة حزبية بدءاً من التنظيم مروراً بشورى القرار ووصولاً الى جهاز الأمن الذي له اليد الطولى في اختيار المرشّحين. وأشارت الى أن أيّ مرشح وحتى ينال موافقة هذه القنوات يجب عليه الالتزام كلياً بمشروع الحزب ولا يحق له الاعتراض أو النقاش أو حتى إبداء الرأي وبخاصة المرشحون الذي سيضمهم الحزب الى لوائحه ولا ينتمون تنظيمياً له.

وهذا يعني حسب هذه المصادر ان حزب الله لن يكرّر تجربة 2005 عندما أتى بنواب غير معروفين حزبياً ولا شعبياً في أوساط الشارع الشيعي. وتضيف المصادر ان "الامتحانات" التي يجريها الحزب لمرشّحيه تشير الى أن المطلوب أن يكون المرشح حزبياً ملتزماً، وبالتالي فإن النائب الشيعي في الندوة البرلمانية المقبلة سيمثل حزب الله ولن يكون تمثيله شاملاً، الأمر الذي دفع قوى وفعاليات في منطقة بعلبك ــ الهرمل وغيرها من المناطق الشيعية الى التحرك إما من أجل إلزام حزب الله الأخذ برأيهم وترشيح شخصيات تملك حيثيات اجتماعية وعائلية حتى يتمكّن المواطنون من التواصل معهم، وإما ستسعى هذه القوى الى تأليف لوائحها الخاصة حتى لو كانت عارفة بعدم إمكانية تحقيق أيّ فوز في مواجهة لوائح حزب الله.

وأكدت هذه المصادر أن حالة من الاستياء تسود منطقة بعلبك ــ الهرمل من الأسلوب الذي يفرضه حزب الله على الشارع الشيعي في هذه المنطقة، مضيفة أن المواطن البعلبكي لم يعد يرتضي لنفسه أن يأتي الى مكتب نواب الحزب في الضاحية من أجل خدمة بسيطة ويخضع للتفتيش على أكثر من حاجز قبل أن يلتقي من انتخبه ليمثّله في البرلمان. وأوضحت هذه المصادر أن ما استخدمه الحزب أثناء انتخابات 2005 بشأن المخاطر التي تهدد الوجود الشيعي في لبنان وتخويف المواطنين من المؤامرات التي تُحاك ضدّهم، لن يكون ممكناً في عام 2009 في ظل التهدئة التي سادت لبنان وفي ظل الحديث عن الحوارات القائمة بين دمشق وطهران من جهة والولايات المتحدة من جهة أخرى.

وختمت هذه المصادر أن ما يجري في منطقة البقاع من تململ، يشكّل إشارات أولى جدية ستشكل نواة يُبنى عليها حتى لا يبقى التمثيل الشيعي حكراً على "حزب الله" وحركة "أمل".

الثلاثاء، 24 مارس 2009

"سيرك الاثنين" من الرابية.. فرصة للتهريج

فادي عازار: سيرك الاثنين" هو صرعة الموسم في لبنان، ولكن بطله هذه المرة "مهرّج" ينتظره اللبنانيون بشغف مطلع كلّ أسبوع ليطلّ عليهم من الرابية، ليروا ما الجديد عند هذا الجنرال البرتقالي الذي يفاجئ الناس بمشاهداته ونظرياته وخبرياته، بل وقفزاته وقفشاته التي تستدعي الضحك قسراً في هذه الايام العصيبة مثيرة الشفقة على احوال هذا البلد ومصير الامور فيه.
شتائم، اهانات، تحريض طائفي ومذهبي، كذب، تركيبات افلام وإشاعات، اثارة احقاد ونعرات وزرعها بتصميم وفن مبتذلين، وكل ذلك امام عدسات التلفزيون وميكروفونات الاذاعات والصحافيين الذين يخبرون نكاتاً كثيرة وأخباراً طويلة ويضحكون في سرّهم من تصرفات "مهرج الاثنين" الذي كانوا يهابونه ويخشون سطواته وجولاته ضد الاعلام والاعلاميين، ولكنهم اليوم يتسابقون بخبث لحضور جلساته "التنكيتية" التي تستدعي الشفقة والرثاء لأحوال جنرال تمكن في غفلة من الزمن من مركزة نفسه قائداً للتحرير وبطلاً للسيادة والاستقلال، فإذا به ينتهي متنقلاً بين حارات دمشق يرتدي العباءة السورية وتحميه استخبارات دمشق.
"كركوز في حفلة تهريج" هكذا تقول احدى الصحافيات المندوبات من محطتها الى "سيرك الرابية"، إذ تنصاع هي وزميلاتها وزملاؤها لحكم المحطة التي يختار رئيس تحريرها كل اسبوع مندوباً يقوم بتأمين التغطية الشاقة.
وتخبر هذه الصحافية ان المسؤولة الاعلامية لدى معتمد "سيرك الرابية" رولا نصار تقوم بحفلة استنطاق للصحافيين ومحاسبة لهم عن كل ما يرد في وسائل الاعلام التي يعملون فيها، فتراها تسأل مثلاً: "لماذا قال فلان كذا على شاشة التلفزيون الفلاني؟"، او "لماذا ورد خبر تغطية نشاط البطريرك صفير قبل خبر نشاط الرابية؟"، او "لماذا كانت مدة التغطية المخصصة لسمير جعجع اكثر من تلك المخصصة للجنرال؟". وهكذا...
وتخبر الصحافية التي تتردد إلى "سيرك الرابية" ان اسئلة نصار لا تقاس بشيء امام الاسئلة او الحركشات التي يقوم بها مسؤول امن الجنرال توفيق الذي يتدخل في كل شاردة وواردة ويريد ان يعرف كل شيء عن الاعلاميين والصحافيين الموجودين، علماً ان ذلك ليس من مسؤولياته بل من مسؤولية نصار التي تقول للاعلاميين المندوبين الى الرابية ان "يطوّلوا بالهم على توفيق، فهو ليس الا عسكرياً متقاعداً، وما بيعرف شي من شي".
وتخبر المندوبة الصحافية الى الرابية ان قمة النشاطات فيها تكون نهار الاثنين عندما يعقد "تكتل التغيير والاصلاح" اجتماعه الاسبوعي، حينها يبدأ النواب والوزراء بالتوافد مثل الاغنام، ويقول زميلها المصور ان المرة الوحيدة التي يبتسم فيها نواب عون ووزراؤه في الاجتماع هي امام عدسات التلفزيون، اما عدا ذلك فهم يجلسون كالاولاد في حضرة ابيهم يصغون الى ما يقوله الجنرال الذي ينهال عليهم الواحد تلو الآخر اما مهنئاً او ناصحاً او محذراً، وعندما يقوم توفيق بإخراج الاعلاميين يصمت النواب العونيون ويبلعون ألسنتهم.
والسالفة الكبرى هي في طريقة ادارة المؤتمرات الصحافية التي يعمد الجنرال ومساعدوه فيها الى استبعاد كل الاعلاميين المعارضين له منها، ليتسنى له ادارة "السيرك" بكلّ حرية ومن دون أسئلة محرجة.
أما من يتجرأ على طرح سؤال لا يعجب الجنرال، فنظرات توفيق الحانقة له بالمرصاد، اضافة الى ما ينتظره من الاهانات التي تطاله من الجنرال شخصياً ثم العتاب من نصار وكلّ الحواشي.
"سيرك الاثنين" سيستمر في عروضه وقفشاته المضحكة، ولكن بقوة خلال الشهرين القادمين.

سوريا :اعتقال 40 ضابطاً لسوء أدائهم في الملف الانتخابي اللبناني

قام جهاز الاستخبارات العسكرية السورية الذي يرأسه اللواء آصف شوكت صهر الرئيس السوري بشار الاسد خلال الايام القليلة الماضية باعتقال أربعين ضابطاً كبيراً في هذا الجهاز وفي الجيش السوري، واستبدالهم بضباط آخرين عملوا في لبنان خلال السنوات الخمس التي سبقت الانسحاب "تمهيداً لتوسيع نطاق التدخل في الانتخابات المقبلة، واملاً في تشكيل حكومة جديدة تقاطع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وتعرقل عمل المدعي العام فيها دانيال بلمار في الوصول الى المتهمين السوريين في الجريمة، وعلى رأسهم قادة الهرم السوري الحاكم".
وذكرت "اللجنة الاميركية من أجل لبنان حر" على موقعها الالكتروني هذا الاسبوع من واشنطن أن الرئيس السوري "بشار الأسد اعتبر تحذير المبعوثيْن الاميركييْن الرسمييْن جيفري فيلتمان ومستشار الأمن القومي دانيال شابيرد لوزير خارجيته وليد المعلم بوجوب امتناع سوريا بأي شكل من الأشكال عن التدخل في الانتخابات، بمثابة تحدياً شخصياً له ولدور نظامه في الشؤون الداخلية اللبنانية"، وبناء على ذلك،" أصدر أوامره باعتقال الضباط الأربعين الضالعين في الملف اللبناني بذريعة بطء تعاطيهم فيه ما يضع حولهم علامات استفهام كبيرة لا يمكن للاسد تجاهلها".
واعتبرت أن الأسد يهدف إلى توجيه رسالتين أولاهما إلى ادارة الرئيس الأميركي باراك اوبامابأن عليها الاستعجال في دخول مفاوضات معه، وأنه حتى يحدث ذلك، فإنه لن يبدي اي "تغيير في سلوكه" حيال لبنان. والرسالة الثانية إلى حلفائه في لبنان، ليؤكد لهم فيها عزمه على محاولة قلب المعادلة في لبنان عن طريق الانتخابات المقبلة".
وأفاد الموقع الالكتروني الأميركي أن الاسد الذي كان "هلل لارسال إدارة اوباما ممثليها الى دمشق اعتقادا منه انهما سيقدمان اليه المن والسلوى مجاناً ومن دون أي مقابل فوجئ بموقفيهما السلبيين جدا عندما تحدثا مع الوزير المعلم "من فوق" ومن دون قفازات ديبلوماسية مخملية، لدى تطرقهما إلى الموضوع اللبناني الذي شغل معظم اجتماعهما به واصرارهما على أن يكون التغيير السوري في التعامل مع الدولة اللبنانية الديمقراطية القائمة الباب الأساس لتحسين العلاقات بين البلدين وقبول واشنطن الانخراط مع نظام الاسد في مفاوضات شاملة حول كل القضايا العراقية والفلسطينية وعلاقاته المتدهورة مع العرب وصولاً الى الموافقة على مشاركة الاميركيين كطرف ثالث في المفاوضات السورية - الاسرائيلية بعد تحويله إلى مفاوضات ثلاثية مباشرة".
وذكر الموقع الالكتروني أن الاسد "على قناعة ثابتة بأن الانتخابات المقبلة قد تشكل له اخر فرصة لنسف اعمال المحكمة الدولية عبر الاتيان بمجلس نيابي مؤيد له وحكومة تابعة لنظامه يتصديان لقرارات المحكمة في استدعاء المتهمين والشهود أو التحقيق مع متهمين جدد لم تتمكن لجان التحقيق الثلاث من الوصول اليهم في لبنان وسوريا طوال السنوات الأربع الماضية، بسبب رفضهما التعاون معها أو تنفيذ طلباتها".

مضبطة ذاتية لإنقلاب العماد عون الإستراتيجي والتحالفي

بقلم/الياس بجاني*

("نحن نكن كل صداقة للشعب السوري، ونتمنى له الخلاص من نظام إرهابي، لأنه هو الشعب الذي كان أول ضحية للإرهاب. ولا ننسى أن حماة هي أول نموذج للإرهاب ففي 24 ساعة قتل النظام السوري ما يزيد عن 30 ألف مواطن لأنهم معترضين على حكمه. هكذا نظام لا أعتقد أنه يعطي العالم نموذج خير، ونموذج وفاق، ومجتمع سلام"). مقطع من كلمة للعماد ميشال عون ألقاها في الولايات المتحدة الأميركية بتاريخ 7/9/2002/. نص الكلمة موجود في أسفل المقال مع تسجيل لها بصوت العماد نفسه.
في كل مرة أتناول فيها تموضع، وتحالفات، أو خيارات وإستراتجية العماد ميشال عون التي استجدت "إلهياً" بعد انتقاله الكلي إلى المحور السوري الإيراني، وأحاول من خلالها التذكير بماضي هذا الرجل الذي أمسى يخجل من حاضره، تصلني عشرات الرسائل البريدية الألكترونية الغاضبة التي يتهمني أصحابها بالخيانة والعمالة والرشوة. وقد وصل ببعضهم الأمر إلى حد فبركة واختلاق محادثة بيني وبين شخص من ال حريري وزعت على مواقع الفيس بوك، وتلا ذلك حملة مسعورة ومركبة من خلال الرسائل البريدية الألكترونية أيضاً تتهمني بارتكابات ومخالفات قانونية.
كما أن سيلاً من هذه الرسائل ذات الماركة البرتقالية المسجلة يصلني في كل مرة انشر فيها على موقعنا الألكتروني تحليلاً أو مقالاً للسياسي والمحلل المحامي الياس الزغبي، أو لغيره من الكتاب الذين يعارضون خط العماد عون الحالي، وكانوا قبل ورقة تحالفه مع حزب الله يؤيدونه.
المحزن والمبكي في هذه الظاهرة المرضيّة، هو أن أصحاب الرسائل لا يتناولون بردودهم النارية محتوى وجوهر ومنطق وحجج أي موضوع يطرح، بل يرددون ببغائياً جملة من الاتهامات الجاهزة، يستعيرونها من خطاب العماد المتوتر والمتشنج والرافض للأخر.
في ثقافتهم "المُسخِفة" "والمُسطِحة" لذكاء وحرية وكرامات الآخرين، أن كل من أيد العماد قبل سنة 2005، ويعارضه الآن هو مرتش وخائن وعميل، وترك تياره لأنه لم يحصل على ما كان يريده. أي أن البشر "بضاعة" وسلع تباع وتشرى، وأن العماد، "آله" لا يحق لأي مخلوق أن يرميه حتى بوردة، وهو معصوم عن الخطأ، وما يعرفه يفوق إدراك ومعرفة الآخرين.
فمثلاً يدعون أن الياس الزغبي ترك التيار لأن العماد رفض ترشيحه سنة 2005 في المتن الشمالي، وانه "يقبض" من الحريري. ويقولون أيضاً إن كاتب هذا المقال ترك عون لأنه لم يُعطه مركزاً اغترابياً قيادياً، ولأن العماد لم يأخذه معه إلى لبنان سنة 2005 على متن الطائرة التي أعادته من المنفى. وتطول قائمة التجني والاتهامات الصبيانية وتطول.
احقاقاً للحق نقول، إن جهود الياس الزغبي الجبارة في المجال الإعلامي الوطني والسيادي، ومن داخل لبنان طوال حقبة الاحتلال السوري، كان لها الفضل الأول والأهم في تسويق فكر وأهداف التيار الوطني الحر. فهو ودون أدنى شك، كان لسان وعقل التيار وصورته الحضارية، وله في هذا السياق سجل حافل من الانجازات، منها المئات من المحاضرات، والمقالات، والقراءات السياسية، وعشرات العشرات من الإطلالات التلفزيونية والإذاعية.
الياس الزغبي لم يتقاض قرشاً واحداً مقابل كل هذا النشاط الوطني الصرف، ولو كانت غايته الحصول على المال لما رافق عون مدة عشرين سنة، علما أن عون يقبض ولا يدفع. والياس الزغبي لا يزال هو الياس الزغبي الذي لا يشرى ولا يباع.
وقد روى لي عدد من المغتربين في مدينة سدني الاسترالية هذه الواقعة المعبرة: خلال مقابلة أجراها هاتفياً رئيس تحرير إحدى الاذاعات الناطقة بالعربية مع الأستاذ الزغبي من بيروت سنة 2006، تدخلت إحدى المستمعات وسالت عن قيمة الشك الذي دفعه الحريري له كي يترك عون، فإذا بمغترب لبناني آخر يجيبها فوراً: "أنا أعرف قيمة هذا الشك. إنه عشرة آلاف وأربعمئة واثنان وخمسون... كيلومتراً مربعاً". فأعتبر الزغبي أن هذا الجواب كاف في حد ذاته للرد على بعض العونيين المُضللين.
أما القول بأن الزغبي غضب من العماد عون لأنه لم يرشحه سنة 2005 في المتن الشمالي، فإن هذا الغضب إن كان صحيحاً، فهو محق مئة في المئة، علماً أن الأمر كله مفبرك، ولا يمت للحقيقة بصلة. إلا أننا نسأل على سبيل المعرفة ليس إلا، هل الموارنة الثلاثة الذين رشحهم العماد عون في المتن الشمالي سنة 2005 هم أفضل من الزغبي، من هم وما هي انجازاتهم؟
الدكتور نبيل نقولا كان مقيماً في فرنسا، وليس في سجله الوطني النضالي سوى أنه كان طبيب العماد الخاص، وقد سقط في انتخابات البلدية سنة 2004، في مسقط رأسه، بلدة الزلقا.
سليم سلهب لم يكن في يوم من الأيام من مؤيدي تيار عون، وهو كان عضواً بارزاً في تجمع قرنة شهوان.
أما إبراهيم كنعان فكان مقيماً في بريطانيا، وسجله على ما نعرف، لا يبين سوى نشاط خجول في التجمع البريطاني اللبناني الحقوقي، وهو اكتفى بعدد من الزيارات لصرح بكركي في كل مرة كان يأتي فيها إلى لبنان مستخدماً درج الصرح منبراً للتصريحات. علما أن كنعان هذا كان أيد غسان مخيبر ضد كبريال المر الذي تبنى ترشيحه العماد عون في انتخابات المتن الشمالي الفرعية سنة 2002.
إن مفاهيم التخوين، وتحليل العنف، ورفض الآخر، وتأليه القائد، وتقديس السلاح، وتشريع الميليشيات، وتسخيف الغير، التي زرع العماد بذورها المسمومة في المجتمع المسيحي، هي نتاج ورقة تفاهمه مع حزب الله، وقد أصبحت أعراضها متفشية بين شريحة كبيرة من الشباب التي تعبد الشخص ولا تعرف شيئا عن القضية.
لكل الذين لا يزالون يتوهمون أن العماد عون يدافع عن لبنان الهوية والسيادة والإستقلال والحقوق، وأنه بدِّل فقط أسلوب تعاطيه مع الأمور بعد انتقاله إلى الحلف السوري- الإيراني، نقول إن التغيير الذي طرأ على خط العماد عون هو استراتيجي وأساسي وكياني وجوهري، وباختصار شديد هو نقيض مئة في المئة لكل خطابه السابق.
في الواقع نحن لم نترك عون، ولكن هو الذي ترك القضية، وترك نفسه، وترك خلفه كل ماضيه وتاريخه. هو الذي نقض كل وعوده، واسقط كل شعاراته، وتخلى بالكامل عن الخط الوطني اللبناني التاريخي، وهو الذي انقلب على كل ثوابت وركائز الكنيسة المارونية، ويركز هجوماً منهجياً عليها.
في ما يلي مضبطة للتاريخ بصوت العماد عون نفسه، تبين مواقف وخطاب وقناعات هذا الرجل يوم كان حاملاً رايات القضية، كما أوهمنا، نطلب قراءة وسماع ما قاله عن سوريا النظام تحديداً سنة 2002، ومن ثم مقارنة ما يقوله عن النظام نفسه اليوم، علما أن النظام السوري البعثي لم يتبدل، ولا يزال على حاله، لا بل ازداد ظلما وطمعاً بلبنان.
يقول عون في كلمته حرفياً: "لازم نعرف أن الإرهاب مُتبنى سورياً، وفي نوعين من الإرهاب، وسوريا هي في خط منهما. وإذا جرى أي تنافس أحياناً بينهما، تعطي سوريا معلومات عن الطرف الآخر، ولكنها لن تكون أبداً ضد الإرهاب، لأنه من دون الإرهاب لن يكون لها لا وجود دولي، ولا وجود إقليمي. سوريا دولة ليس عندها القوة العسكرية، وليس عندها القوة السياسية. عندها كل شيء حباها فيه الإرهاب، وطالما الإرهاب مقبول دولياً، سوريا بتنوجد على الخريطة، ولذلك يجب محاربة الإرهاب حتى ترجع سوريا إلى حجمها الطبيعي".
نص للكلمة، المضبطة التي كان ألقاها العماد ميشال عون في الولايات المتحدة الأميركية خلال لقاء له مع الجالية اللبنانية الأميركية بتاريخ 6/9/2002وأوضح فيها بما لا يقبل التقويل أو الشك مواقفه من النظام السوري الإرهابي، ومن المنظمات الإرهابية. الكلمة نقلناها بأمانة كبيرة، وهي كانت ألقيت باللهجة اللبنانية.
اضغط هنا للإستماع الى كلمة عون
("مواطني الأعزاء، أصدقاء لبنان،أنا معكم الليلة بفرح. أولاً أهني التجمع من أجل لبنان لأنه مجمع. اسمكن بالإنكليزي ليبانيس أميركان، يعني أميركيين من أصل لبناني. أتمنى عليكم ما تكونوا أقل من لبنانيين في الولايات المتحدة وبهذه الطريقة قيكم تخدموا لبنان. ما تكونوا أحزاب ولا شيع، ولا تنتموا لا لي، ولا لغيري، انتموا لوطنكم لبنان، وإذا كانت الأحزاب ضرورة لقيام الحياة الديموقراطية، فهي تفتت الجهد في ايام المقاومة. اليوم لازم تكونوا كلكن مقاومين، مش حزبيين. وقت يكون الوطن بخطر ما في أحزاب، في مواطنين صالحين بيدافعوا عنه.
باسم الوطن المحتل، باسم الوطن يلي (الذي) عم يناشدكن تساعدوه، بطلب منكن تكونوا لبنانيين، لبنانيين وحسب، لا أكثر ولا أقل.
أكيد مبارح قسم منكم سمعني عم احكي، ويمكن بعض الكلمات ننجبر نكررها لأنو مش الكل كانوا حاضرين.
لبنان بدكن تساعدوه كيف؟
أولا بدكن تتذكروه إنو محتل، بدكون تتذكرو إنو أهلكن عايشين تحت كابوس الخوف، وتحت كابوس الحاجة.
في مخطط تخريبي للبنان بعدو عم يتكمل.
لبنان قالوا عنو إنو وصل إلى السلام سنة 1990 ، لبنان بلش تخريبه سنة 1990 .عم يخربوا نسيجه الإجتماعي، نسيجه الإقتصادي والمادي، وكتار منكن تركوا بعد سنة 1990، لأن الحاجة دقت ابوابهم. فإذاً لبنان وطن عم ينزف والوقت بالنسبة له مهم كثير. كل شغلي بدل ما نأجلها لبكرا منعملها اليوم، ويلي منعملو بكرا أحسن من بعد بكرا.
أنتم اليوم في الولايات المتحدة، والولايات المتحدة هي مركز القرار الدولي، وهي الدولة العظمى في العالم، وقرارها هو الذي يفرض حاله.
كيف بتساعدوا لبنان في الولايات المتحدة؟ بتساعدوه بأن تخلوا كل أميركاني يعرف أن إدارته (الحكومة الأميركية) السياسية صنفت سوريا "دولة إرهابية"، منذ العام 1978، وهذه الدولة الإرهابية تكافئت بإعطائها لبنان. فهل يجوز ونحن نحارب الإرهاب أن تعطى الدولة الإرهابية مكافئة على أرهابها؟ أعتقد أنه لا يوجد أميركي واحد عنده الوفاء للمباديء والقيم الإنسانية يقبل أن يستمر الوضع في لبنان كما هو الآن.
كثيرون سألوني لماذا البعض وهم كثر، لا يحبون أميركا؟
يمكن في كثير من الناس لا يحبون أميركا لسبب بسيط جداً، وهو وجود فارق بين السياسة (الأميركية) المعلنة أحياناً، والسياسة المطبقة على الأرض.
يقولون (القيمين على الإدارة الأميركية) أنهم يدافعون عن القيم الإنسانية، ولكن في فئة (منهم) يعتبرونها براغماتية تقول أنه لا وجود للقيم في السياسة الأميركية، بل هناك مصالح، وهؤلاء مع الأسف أميركيين.
بالطبع أميركا الممصالح ضرورية، فالإنسان لا يعيش فقط من الهواء. يعيش (الإنسان)، أيضاً من المادة، ولكن كما أن المصالح المادية للولايات المتحدة الأميركية لها أهمية كبيرة وهي شيء أساسي، فأيضاً للولايات المتحدة صدقية في العالم، وهي مصلحة أميركية كبيرة. إن محافظة أميركا على القيم ومساعدة الشعوب التي تفتقد حالياً لحقوق الإنسان، هي أيضا مصالح أميركية عليا، لأنه من خلال هذه القيم يمكنها أن تحافظ على أمنها الإجتماعي، ولا يحدث عندها هجوم إرهابي كما حصل في 11 أيلول/2001 والذي بعد أيام نصل إلى ذكراه السنوية.
أتأمل منكن أن تكونوا أميركيين 100% مئة بالمئة مع وفائكم لجذوركم في لبنان لأنه لا يوجد أي تعارض بين الحضارة التي تحملونها معكم، والحضارة التي تندمجون فيها. فأنتم تحملون في نفوسكم نفس الإيمان، وتحملون في نفوسكم نفس القيم، ونقس الأهداف الإنسانية.
في الشرق الأوسط نحن بحاجة مش بس (ليس فقط) لنقتلع الإرهاب، فالإرهاب ليس منظمات إرهابية فقط. الإرهاب منو (ليس) منظمات، الإرهاب هو دول في المنطقة. ما في (لا توجد) منظمات مستقلة عن الدول. بيحكوا (يتكلمون) عن حزب الله أنه منظمة إرهابية.
على مستوى الولايات المتحدة لا يجب أن يتكلم المسؤولين عن حزب الله. حزب الله هو امتداد لسياسة دولتين هني (هما) إيران وسوريا في لبنان، وأعماله (حزب الله) هي تحت مراقبة هاتين الدولتين.
فإذاً، نحن نرفض أن نقول إن المسؤولية تعود بس (فقط) لمنظمة، المسؤولية تعود إلى دول، وعلى مستوى الولايات المتحدة يجب معالجة هذه الدول ليس بمواجهة الأشخاص والأفراد، لأنه إذا تعالجت الرؤوس بتشفى الأعضاء. وبالوقت الذي تعالج سوريا به بيروح (يختفي) حزب الله من لبنان، ولكن إذا ضُرِب حزب الله في لبنان، راح تضل (تستمر) سوريا تورد (تبعث) لنا حزب الله ثاني وثالث ورابع وخامس.
بعض الذين في السياسة الأميركية يبررون سلوك بعض المسؤولين (الأميركيين) يلي (الذين) عم يدافعوا ضد (إقرار) قانون محاسبة سوريا.
يقولون إن سوريا ساعدت الولايات المتحدة، وانقذت حياة أميركيين. بتأمل انشاء الله يكونوا (السوريين) خلصوا أميركيين قد (بعدد) الذين قتلوهم في لبنان أولاً، وثانياً، الإرهاب مسألة أكبر من إعطاء معلومات عن بعض الإطراف المعادين للنظام السوري، لأن سوريا تعطي معلومات صغيرة وهي تساعد حالها (نفسها) فيها، مش عم تدافع فيها عن أميركا، ولا عن أمن أميركا.
لازم نعرف إنو (إن) الإرهاب كمان (أيضا) مُتبنى سورياً، وفي نوعين من الإرهاب، وسوريا هي في خط من هؤلاء. وإذا صار (أصبح) في تنافس أحياناً بينهما، (الخطين)، تعطي سوريا معلومات عن الطرف الآخر، ولكنها لن تكون أبداً ضد الإرهاب، لأنه من دون الإرهاب لن يكون لها لا وجود دولي، ولا وجود إقليمي.
دولة (سوريا) لا عندها القوة العسكرية، ولا عندها القوة السياسية. عندها كل شيء حباها فيه (اعطاها إياه) الإرهاب، وطالما الإرهاب مقبول دولياً، سوريا بتنوجد على الخريطة، ولذلك يجب محاربة الإرهاب حتى ترجع سوريا إلى حجمها الطبيعي.
نحن نفهم (اللبنانيين) الموضوع، لأننا كنا أول ضحية للإرهاب، كنا أول ضحية للإرهاب، ومع الأسف لم تكن الأنظمة الدولية المستهدفة بالإرهاب جاهزة في حينه حتى تساعدنا نصمد، ولكن الهروب قدام (أمام) الإرهاب وصل (أوصل) الإرهاب إلى ما هو اليوم، ولا شيء يمنع على أن نرجع (نعود) نستعيد كل نشاطنا، نستعيد كل تعاوننا، مع كل الأطراف حتى نرجع (نعيد) وطننا ونرجع حقوقنا.
نكن كل صداقة للشعب السوري، ونتمنى له الخلاص من نظام إرهابي، لأنه هو الشعب الذي كان أول ضحية للإرهاب. وما ننسى إنو (أن) حماة هي أول نموذج للإرهاب ففي 24 ساعة قتل النظام السوري ما يزيد عن 30 ألف مواطن لأنهم معترضين على حكمه. نظام متل هيدا (هكذا نظام)، ما بعتقد راح يعطي العالم نموذج خير، ونموذج وفاق، ومجتمع سلام، ونحن نعمل للوفاء بين البشر وللسلام لنا ولهم وللخير للجميع.
نحن نطالب بحق، ولن يكن وصي علينا إلا إرادتنا، ونرفض أي وصاية آخرى، عشتم وعاش لبنان"). انتهت الكلمة
بعد هذه الحقيقة الدامغة نريد ان نعرف راي هؤلاء المساكين الغارقين في الاوهام التي ينسجها لهم ميشال عون، ونحن في انتظار تعليقاتهم وردودهم، آملين ألا تقتصر فقط على الشتائم. ومن عنده أذنان صاغيتان فليسمع

الأحد، 22 مارس 2009

"بتحب لبنان ... حب صناعة إيران"!!





عذراً أيها الشهيد بيار الجميل، شعارك "بتحب لبنان ... حب صناعتو" أضحى في كتب التاريخ لدى بعض الفئات في هذا الوطن الذي أحببته حتى الشهادة، وتحول الى "بتحب لبنان ... حب صناعة إيران".

في وضح النهار ومن دون مواربة او خجل، عمد عناصر "حزب الله" وشبابه وكشافته، لمناسبة عيد المولد النبوي الشريف، الى توزيع سكاكر أو "بون بون" على المارة كتب عليها باللغة الفارسية "ابنبا تشيرى صنع تهران" أي شوكولا بالحليب صنع في طهران، ومزينة برسم لبقرة.

على حواجز سميت "حواجز محبة"، لكن لا نعرف لمن، ربما للإقتصاد الإيراني وصناعته وكيانه ككل، وزع "حزب الله" في الجنوب والبقاع والضاحية السكاكر التي هي فخر الصناعة الإيرانية، في كيس صغيير بداخله ثلاث حبات، على "أطهر الناس وأشرفهم"، ومن "المال النظيف"، فالطهارة أصبح لها ناسها ومكانها وزمانها، وليذهب إلى الجحيم كل العمال الكادحين في مصانع لبنان من أجل لقمة العيش.

لمن تناسوا أبسط حقوق هذا الوطن على أبنائه، وأداروا ظهورهم الى الصناعة التي عمل الشهيد بيار الجميل على رفع مستواها وبالتالي رفع إسم لبنان عالياً، نقول: لا يزال في هذا البلد الكثير من ابنائه يرفعون شعار"بتحبّ لبنان؟ ما تحبّ غيرو!".

قمّة الرياض: لا ضمانات من عرقلة إيرانيّة

فادي خوري:حدّدت قمّة الرياض الرباعيّة التي جمعت الرئيسين المصري حسني مبارك والسوري بشّار الأسد والعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الطريق الذي سيسلكه العالم العربي في المرحلة المقبلة وكيفية التعاطي مع مجموعة من الملفات البينيّة وأخرى مع العالم الغربي.

لقد حقّقت قمّة الرياض برغم كل الكلام الذي صدر من هنا وهناك بأنّ الاتفاق لم يكن كاملاً، إنجازاً تاريخياً لجهة إحيائها التضامن العربي مجدّداً بعد سنوات سادها النزاع والخلاف بين أبرز الدول العربية، حيث سمحت هذه الخلافات لأكثر من طرف اقليمي ودولي بتعزيز نفوذهم في المنطقة على حساب المصالح العربية الاستراتيجية.

وبغض النظر عن كيفيّة ترجمة ما تمّ الاتفاق بشأنه في قمّة الرياض على أرض الواقع، فإنّ هناك طرفين رئيسيين متضرّرين من هذا التفاهم العربي ــ العربي هما إسرائيل وإيران حتى ولو كان لكل منهما خلفيات متناقضة وأهداف غير متطابقة.

والسؤال الذي يفرض نفسه هنا، هل إنّ إسرائيل وإيران ما زالتا قادرتين على الدخول على خط التفاهم العربي وعرقلته؟، أم أنهما عاجزتان عن التأثير في مسيرة التضامن العربي التي وضعت قمّة الرياض أسسها الأولى؟، وإلى أيّ مدى تمكّن القادة العرب الأربعة من تحصين التفاهم بينهم في وجه أي تدخّل خارجي؟.

مصادر سياسية عربية تتابع عن كثب ملف الخلافات العربية، أكدت أنّ هذه الاسئلة مشروعة، إلاّ أنّ الجواب عليها مرتبط بكيفيّة مواجهة العالم العربي في الاشهر المقبلة، عندما يوضع هذا التفاهم أمام مجموعة من الاستحقاقات بدءاً من المبادرة العربية للسلام وصولاً إلى الملفّين اللبناني والفلسطيني، باعتبار ان إسرائيل وإيران طرفان فاعلان في هذه الملفات.

وأوضحت المصادر ان لإيران وإسرائيل أجندات مختلفة، إلاّ أنّ هذه الأجندات تتقاطع عند نقطة أساسية وهي الإبقاء على الخلافات العربية قائمة باعتبار انّ هذه الخلافات سمحت لإيران بتفعيل نفوذها في المنطقة، ولإسرائيل بالتملّص من عملية السلام.

وفي هذا السياق، أشارت هذه المصادر إلى أنه لو كان هناك موقف عربي موحّد وحاسم لما تجرّأت إسرائيل على شنّ عدوانها على قطاع غزة، ولما كانت إيران تجرؤ على التدخّل في الملف الفلسطيني إلى هذا المستوى.

وأضافت المصادر أنّ إسرائيل حاضرة دائماً للعرقلة لأن مصالحها ووجودها قائمان على استمرار الصراع مع العالم العربي، وتعتبر أنّ أيّ سلام مع العرب قد يؤدي إلى اندثارها ولو بعد زمن. أما إيران التي تشتبك مع الغرب في أكثر من ملف، فلن تقف متفرّجة وهي ترى الأوراق التي امتلكتها على خلفيّة الخلافات العربيّة تسقط من يدها، قبل حلّ خلافاتها مع أميركا.

وتدعو هذه المصادر النشطة في إطار المؤتمر القومي، إلى انتظار ما ستقدّمه واشنطن في اطار عملية الصراع العربي ــ الاسرائيلي، حيث تؤكد هذه المصادر أنه لو تمكنت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما من ضبط الحكومة الإسرائيلية الجديدة وألزمتها القبول بإنجاز تسوية عادلة وشاملة يرتضيها العالم العربي من خلال مبادرة السلام العربية، فإنها تكون قطعت الطريق وسدّت سبل التدخّلات الخارجية في المنطقة وخصوصاً التدخّلات الإيرانية.

وتشير هذه المصادر إلى أنّ إيران التي استفادت خلال سنوات الخلافات العربية لجهة تعزيز نفوذها في أكثر من ساحة عربيّة، قادرة، حسب هذه المصادر، على العرقلة، إلاّ أنها لن تتمكن من ذلك لو تمّت تسوية عادلة، وبالتالي يصبح أيّ تدخل إيراني مكشوفاً وعاجزاً عن التأثير في مسار عملية السلام.

وأوضحت هذه المصادر انه ليس أمام العالم العربي إلاّ التضامن، حيث يشكّل الملف الفلسطيني امتحاناً صعباً لهذا الخيار، فإذا استطاع العرب إقفال ملف الخلافات الفلسطينية ــ الفسلطينية وتمكنوا من إقناع الأطراف المتنازعة بالاتفاق تمهيداً لإنتاج سلطة جديدة موحّدة، يكون العرب قد اجتازوا امتحاناً صعباً وخطوا خطوة ثابتة في سبيل تحصين ساحتهم في وجه التدخّلات الخارجية، وأسقطوا من يد الآخرين كل الذرائع التي يستخدمونها لتبرير تدخّلاتهم سواء في ذلك إيران وغيرها، ولاستطاعوا إلزام الولايات المتحدة والغرب عموماً بالتحرّك جدّياً من أجل تسوية ملف الصراع العربي ــ الاسرائيلي.

الضاحية قنبلة موقوتة ستنفجر في "حزب الله"

هادي كركي :وسّع "حزب الله" قدرته العسكرية وبات يشكل خطرا على ذاته، خصوصا بعد عدوان تموز 2006 حين ضاعف عديده وعتاده ترقبا لأي حرب دموية مقبلة مع اسرائيل، وفتح باب التطوع في صفوفه وارسل عشرات المئات من الشبان الى معسكرات تدريب في لبنان وسوريا وايران لاعداد مقاتلين شرسين تحسبا لحرب قريبة.

وجمع الحزب كوادره الجديدة وعناصره الشرسة تحت ستار ما يعرف بسرايا دعم المقاومة التي أنشأها، من شتات عصابات المخدرات والمرتزقة والخارجين عن القانون وأجرى لهم دورات تدريبية سريعة في بعض المدارس في الضاحية، ثم وزع عليهم السلاح وأمّن لهم رواتب شهرية، ووكل محامين (أحدهم من آل طراف) للدفاع عن المتهمين منهم بعمليات سرقة أو الاتجار أو تعاطي المخدرات للدفاع عنهم، وأصدر أحد معمميه "فتوى شرعية" للسماح للتجار والمتعاطين أن يظلوا على عاداتهم في حال لم يقتنعوا بتغييرها لعلة ما.

ولا يخفى على أحد أن "حزب الله" الذي سعى منذ تأسيسه في بداية ثمانينيات القرن الماضي الى السيطرة على قرار الطائفة الشيعية في لبنان فحقق مبتغاه مستفيدا من مجموعة قضايا ساهمت في احكام قبضته.

وجند "حزب الله" المزيد من أبناء هذه الطائفة وخصوصاً غير المتدينين والذين لا يتبعون المرشد الإيراني علي الخميني عبر إنشاء "السرايا" لتكون مظلة لضمهم والإستفادة منهم، وأقلع عن سياسة انتقاء الكوادر وفتح باب التفرغ والتعاقد في صفوفه دون التأكد من هوية المنتسبين، لأن همّه الوحيد بعد حرب تموز كان استيعاب معظم الشباب (الشيعي) وتأطيرهم مقابل مبالغ مالية شهرية اضافة الى بعض الضمانات الاجتماعية.

وسمحت هذه السياسة المستجدة لعشرات الشباب العاطلين عن العمل وغير الملتزمين دينيا بالدخول الى صفوف الحزب، الأمر الذي خلق مشكلة كبيرة في ضاحية بيروت الجنوبية، خصوصا أن أكثرية المنتسبين والمتطوعين والمتفرغين أصبحوا يخدمون في هذه المنطقة تحضيرا لـ7 أيار وما بعده.

وأخطر ما تفشى في هذه المنطقة هي عصابات الفتيان والشبان الذين لا يتجاوزون العشرين عاما ويشكلون عصابات منظمة على طريقة عصابات المافيا لها رئيس مشرف عليها ومساعدون له.

ويستفيد هؤلاء المرتزقة من الحصانة التي يفرضها الحزب في ميدانه (الضاحية) لذلك برز مؤخراً عدد كبير من الإشكالات مع دوريات لقوى الأمن أو مع آخرين لأن الحزب فقد سيطرته على هؤلاء الشبان.

وتعتبر غزوة بيروت التي قام بها الحزب العام المنصرم الحقل الميداني التدريبي الأكبر لهؤلاء المرتزقة، وخصوصاً بعد "فلتان الملق" أكثر من مرة خلال هذه الغزوة، إضافة الى الإشتباكات المتنقلة التي برزت مؤخراً بين حركة "أمل" وسرايا "حزب الله" وبين الأخيرة والجيش بما يشير الى مهمة اضافية لهذه السرايا وهي مواجهة الجيش الوطني وارهاقه واستنزافه وتقويض مظاهر الأمن المركزي ومقومات الدولة، إن على مستوى مخالفة القوانين أو على مستوى التعدّي على الامن الاجتماعي، لتخلو الساحة لـ"حزب الله".

واثبتت "الفوضى البناءة" التي ينتهجها الحزب عبر سراياه حضورا وقوة يصعب على الكثيرين توقع انحسارها في وقت قريب، بل من الممكن أن تتعاظم في اكثر من منطقة او حي داخل الضاحية الجنوبية ومن الممكن أن "ينقلب السحر على الساحر".