أرشيف المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 24 مارس 2009

"سيرك الاثنين" من الرابية.. فرصة للتهريج

فادي عازار: سيرك الاثنين" هو صرعة الموسم في لبنان، ولكن بطله هذه المرة "مهرّج" ينتظره اللبنانيون بشغف مطلع كلّ أسبوع ليطلّ عليهم من الرابية، ليروا ما الجديد عند هذا الجنرال البرتقالي الذي يفاجئ الناس بمشاهداته ونظرياته وخبرياته، بل وقفزاته وقفشاته التي تستدعي الضحك قسراً في هذه الايام العصيبة مثيرة الشفقة على احوال هذا البلد ومصير الامور فيه.
شتائم، اهانات، تحريض طائفي ومذهبي، كذب، تركيبات افلام وإشاعات، اثارة احقاد ونعرات وزرعها بتصميم وفن مبتذلين، وكل ذلك امام عدسات التلفزيون وميكروفونات الاذاعات والصحافيين الذين يخبرون نكاتاً كثيرة وأخباراً طويلة ويضحكون في سرّهم من تصرفات "مهرج الاثنين" الذي كانوا يهابونه ويخشون سطواته وجولاته ضد الاعلام والاعلاميين، ولكنهم اليوم يتسابقون بخبث لحضور جلساته "التنكيتية" التي تستدعي الشفقة والرثاء لأحوال جنرال تمكن في غفلة من الزمن من مركزة نفسه قائداً للتحرير وبطلاً للسيادة والاستقلال، فإذا به ينتهي متنقلاً بين حارات دمشق يرتدي العباءة السورية وتحميه استخبارات دمشق.
"كركوز في حفلة تهريج" هكذا تقول احدى الصحافيات المندوبات من محطتها الى "سيرك الرابية"، إذ تنصاع هي وزميلاتها وزملاؤها لحكم المحطة التي يختار رئيس تحريرها كل اسبوع مندوباً يقوم بتأمين التغطية الشاقة.
وتخبر هذه الصحافية ان المسؤولة الاعلامية لدى معتمد "سيرك الرابية" رولا نصار تقوم بحفلة استنطاق للصحافيين ومحاسبة لهم عن كل ما يرد في وسائل الاعلام التي يعملون فيها، فتراها تسأل مثلاً: "لماذا قال فلان كذا على شاشة التلفزيون الفلاني؟"، او "لماذا ورد خبر تغطية نشاط البطريرك صفير قبل خبر نشاط الرابية؟"، او "لماذا كانت مدة التغطية المخصصة لسمير جعجع اكثر من تلك المخصصة للجنرال؟". وهكذا...
وتخبر الصحافية التي تتردد إلى "سيرك الرابية" ان اسئلة نصار لا تقاس بشيء امام الاسئلة او الحركشات التي يقوم بها مسؤول امن الجنرال توفيق الذي يتدخل في كل شاردة وواردة ويريد ان يعرف كل شيء عن الاعلاميين والصحافيين الموجودين، علماً ان ذلك ليس من مسؤولياته بل من مسؤولية نصار التي تقول للاعلاميين المندوبين الى الرابية ان "يطوّلوا بالهم على توفيق، فهو ليس الا عسكرياً متقاعداً، وما بيعرف شي من شي".
وتخبر المندوبة الصحافية الى الرابية ان قمة النشاطات فيها تكون نهار الاثنين عندما يعقد "تكتل التغيير والاصلاح" اجتماعه الاسبوعي، حينها يبدأ النواب والوزراء بالتوافد مثل الاغنام، ويقول زميلها المصور ان المرة الوحيدة التي يبتسم فيها نواب عون ووزراؤه في الاجتماع هي امام عدسات التلفزيون، اما عدا ذلك فهم يجلسون كالاولاد في حضرة ابيهم يصغون الى ما يقوله الجنرال الذي ينهال عليهم الواحد تلو الآخر اما مهنئاً او ناصحاً او محذراً، وعندما يقوم توفيق بإخراج الاعلاميين يصمت النواب العونيون ويبلعون ألسنتهم.
والسالفة الكبرى هي في طريقة ادارة المؤتمرات الصحافية التي يعمد الجنرال ومساعدوه فيها الى استبعاد كل الاعلاميين المعارضين له منها، ليتسنى له ادارة "السيرك" بكلّ حرية ومن دون أسئلة محرجة.
أما من يتجرأ على طرح سؤال لا يعجب الجنرال، فنظرات توفيق الحانقة له بالمرصاد، اضافة الى ما ينتظره من الاهانات التي تطاله من الجنرال شخصياً ثم العتاب من نصار وكلّ الحواشي.
"سيرك الاثنين" سيستمر في عروضه وقفشاته المضحكة، ولكن بقوة خلال الشهرين القادمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق