أرشيف المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 25 مارس 2009

عقبات كثيرة تعترض تشكيل لوائح المعارضة

هادي كركي: على الرغم من الكلام الذي أعلنه رئيس "التيار الوطني الحر" ميشال عون عن أن اللقاء الذي جمع الكتل النيابية للمعارضة في الرابية لم يكن من أجل حسم اللوائح الانتخابية للأقلية في المناطق اللبنانية، إلا أن مصادر قريبة من المعارضة أكدت أن التأخير في تشكيل لوائحها له علاقة بالأزمة التي يواجهها حزب الله بشأن المرشحين الذين سيخوض من خلالهم المعركة الانتخابية.

وحسب هذه المصادر يواجه حزب الله صعوبة في الاختيار بسبب كثرة المرشحين في صفوفه، ومواقع القرار في قيادته.

وأوضحت المصادر أن عملية الاختيار ستمرّ في أكثر من قناة حزبية بدءاً من التنظيم مروراً بشورى القرار ووصولاً الى جهاز الأمن الذي له اليد الطولى في اختيار المرشّحين. وأشارت الى أن أيّ مرشح وحتى ينال موافقة هذه القنوات يجب عليه الالتزام كلياً بمشروع الحزب ولا يحق له الاعتراض أو النقاش أو حتى إبداء الرأي وبخاصة المرشحون الذي سيضمهم الحزب الى لوائحه ولا ينتمون تنظيمياً له.

وهذا يعني حسب هذه المصادر ان حزب الله لن يكرّر تجربة 2005 عندما أتى بنواب غير معروفين حزبياً ولا شعبياً في أوساط الشارع الشيعي. وتضيف المصادر ان "الامتحانات" التي يجريها الحزب لمرشّحيه تشير الى أن المطلوب أن يكون المرشح حزبياً ملتزماً، وبالتالي فإن النائب الشيعي في الندوة البرلمانية المقبلة سيمثل حزب الله ولن يكون تمثيله شاملاً، الأمر الذي دفع قوى وفعاليات في منطقة بعلبك ــ الهرمل وغيرها من المناطق الشيعية الى التحرك إما من أجل إلزام حزب الله الأخذ برأيهم وترشيح شخصيات تملك حيثيات اجتماعية وعائلية حتى يتمكّن المواطنون من التواصل معهم، وإما ستسعى هذه القوى الى تأليف لوائحها الخاصة حتى لو كانت عارفة بعدم إمكانية تحقيق أيّ فوز في مواجهة لوائح حزب الله.

وأكدت هذه المصادر أن حالة من الاستياء تسود منطقة بعلبك ــ الهرمل من الأسلوب الذي يفرضه حزب الله على الشارع الشيعي في هذه المنطقة، مضيفة أن المواطن البعلبكي لم يعد يرتضي لنفسه أن يأتي الى مكتب نواب الحزب في الضاحية من أجل خدمة بسيطة ويخضع للتفتيش على أكثر من حاجز قبل أن يلتقي من انتخبه ليمثّله في البرلمان. وأوضحت هذه المصادر أن ما استخدمه الحزب أثناء انتخابات 2005 بشأن المخاطر التي تهدد الوجود الشيعي في لبنان وتخويف المواطنين من المؤامرات التي تُحاك ضدّهم، لن يكون ممكناً في عام 2009 في ظل التهدئة التي سادت لبنان وفي ظل الحديث عن الحوارات القائمة بين دمشق وطهران من جهة والولايات المتحدة من جهة أخرى.

وختمت هذه المصادر أن ما يجري في منطقة البقاع من تململ، يشكّل إشارات أولى جدية ستشكل نواة يُبنى عليها حتى لا يبقى التمثيل الشيعي حكراً على "حزب الله" وحركة "أمل".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق