بماذا كان سيرد بطل الحروب الخاسرة في السياسة والعسكر النائب ميشال عون لو أن من فعل ذلك "تيار المستقبل"، أو الحزب التقدمي الاشتراكي، أو أي تنظيم آخر من غير أتباع سوريا أو إيران. حتماً كان سيقيم الدنيا ولا يقعدها بحجة انتهاك المناطق المسيحية. فطائفيته وتعصبه المذهبي لا يحتاجان إلى أي دليل.
ولنتذكر دونكيشوتية عون في التهجم على رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وتحميل الرئيس رفيق الحريري مسؤولية الديون، علماً ان ما من دين ترتب على الخزينة إلا بموجب قانون صوت عليه أغلب النواب ومن كل الطوائف والمعتقدات السياسية.
لكن كراهية عون وحقده لا تجعله يرى إلا بعيون طائفية ومذهبية. وهو كالقحباء حين تحاضر في العفة، إذ لا يذكر شيئاً من أموال اللبنانيين التي سرقها وأودعها في حساب زوجته الفاضلة.
ما يقوم به بطل حربي "التحرير" الفاشلة، و"الإلغاء" الخاسرة ليس غريباً عليه، واللبنانيون يتذكرون من قبل كيف كان يتهجم على نبيه بري ونصر الله نفسه وعلى الشيعة عموماً. فهو كالصهيونية لا يعيش من دون أعداء يبررون وجوده، ولذا دائماً يختلق عداءً لا مبرر له.
المهم بالنسبة لبطل الهروب الذي لجأ إلى السفارة الفرنسية متناسياً قسمه العسكري وتاركاً خلفه جنوده هو أن لا يكذب حسن نصر الله، لذا تركه يدخل إلى كسروان والمتن الشمالي من دون ان يسأله حتى عن سبب إقفال الضاحية الجنوبية أمام الكثير من اللبنانيين فضلاً عن منع الجيش والقوى الأمنية من ممارسة صلاحياتهما الدستورية والقانونية هناك.
الحق ان نصر الله وعد وصدق. وهذه ليست المرة الأولى، فالرجل يحب الوفاء بالوعود حتى ولو كانت صادرة عن غيره. ولنا في هذا السياق أن نذكر ونتذكر تهديد الديكتاتور بشار الأسد بتدمير لبنان، فما كان من أمين عام المنظمة الخمينية إلا أن بادر إلى تنفيذ وعد الاسد في تموز 2006، بعدما رأى ان اللبنانيين لا يريدون الحرب فلم يجد إلا ذريعة تحرير سمير قنطار.
وعندما أيقن أن الحرب لم تطال بآثارها التدميرية بيروت، بادر إلى 7 أيار ليتحمل دم 56 قتيلاً لبنانياً.
هذا هو الوفي الصادق، لكن أين وعود عون بحماية المسيحيين وهو من أضاعهم في حروبه ومزاعمه، وعطل انتخاب رئيس للجمهورية، وكرس حسن نصر الله وجهاً للبنان القتل والحقد الطائفي والمذهبي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق