أرشيف المدونة الإلكترونية

الأحد، 29 مارس 2009

النظام السوري.. تاريخ من القتل والخيانات

علي كلاكش: يبدو أن قابلية النظام السوري للنسيان لا تحدّها حدود، فقد سلك هذا النظام منذ نشأته، طريق التآمر والخذلان وبالتحديد في ما خص القضية العربية التي لا ينفك هذا النظام بين الفينة والأخرى يذكرنا بأنه رأس حربة الأمة العربية دفاعاً عنها في مواجهة العدوان الصهيوني، بينما حقيقته وتاريخه يدلان على عكس ما يدّعيه.

في سنة 1967 دخل العرب في حرب مع إسرائيل، وبالرغم من ان سوريا كانت هي سبب الحرب والداعية إليها، إلا ان وزير الدفاع آنذاك حافظ الاسد وفي عز المعركة أمر جيشه بترك الأسلحة والتراجع عن الجبهة تاركاً للاسرائيليين وراءه ترسانة حربية لا يستهان بها مع عشرات القرى في جبل الشيخ، حتى قيل وقتها ان تلك الترسانة التي تركها الجيش السوري كانت تكفي لصموده اشهراً.

ولم يقف الأمر عند هذا الانسحاب، بل قرر حافظ الاسد وقتها معاقبة الضباط والجنود الذين تأخروا في تنفيذ الانسحاب وأحالهم على المحاكم الميدانية بدل مكافأتهم، كما عمد حافظ الأسد في ذلك الوقت إلى إذاعة بيان يعلن فيه سقوط القنيطرة قبل سقوطها بـ48 ساعة، طامحاً إلى الجلوس على كرسي يحرس من خلاله الجولان بدل أن يجد نفسه مقتولاً أو منفياّ، وهو القائل "كرسي تحكم من خلاله أهم وأفضل من بلد لا تملك به موطئ قدم"، فقد تسلم الأسد الأب السلطة بانقلاب على أقرب أصدقائه، فمنهم من أعدم ومنهم من نفي إلى الخارج لتخلو له الساحة، وكانت اولى اختباراته من قبل إسرائيل تدميراً كاملاً لمدينة حماة السورية على رؤوس أهاليها العزل تحت ذريعة انقلاب "الاخوان المسلمين" على سلطته، لكن الهدف كان إراحة إسرائيل التي فضلت حكم الأسد المتعاون لأقصى الدرجات معها عن ان تحكم سوريا من قبل "الاخوان المسلمين"، كما لم تطلق في عهد حافظ الأسد رصاصة واحدة باتجاه الجولان المحتل، بحيث كان عذره الدائم: سوريا هي التي تحدد المكان والزمان اللذين تحارب فيهما اسرائيل.

وأيضاً لحافظ الأسد شعارات عدة في ما يتعلق بالصراع مع إسرائيل، ومنها ان سوريا لن تنجر إلى حرب ما لم تكن مستعدة لها، فلم تدخل هذه الدولة حتى الآن أي معركة أو على الأقل مناوشة مع إسرائيل بالرغم من ان الاخيرة انتهكت الأراضي السورية مرات عدة منها قصف الحدود السورية ـ اللبنانية وقصف منطقة البوكمال السورية، وأيضاً قصف رادارات الجيش السوري في البقاع، وقصف موقع الكبر في دير الزور، لكن الجواب السوري دائماً كان يأتي مخيباً لآمال الشعب العربي، وبالأخص الشعب اللبناني الذي يبدو أنه سينتظر العمر كله لكي يرى جيش الأسد يحارب الى جانبه ضد اسرئيل، على الاقل في جبهة الجولان.

كل الشعوب العربية باتت مقتنعة بأن للنظام السوري جيشاً برسم الايجار وليس للدفاع، تارة يُستأجر في الكويت وأخرى في لبنان، والمكسب يكون دائماً إنعاش حسابات نظام آل الأسد في المصارف العالمية.

ولم تنته حقبة الغدر والخيانة حتى بعد ان تسلم بشار الأسد الحكم من أبيه، فهذا الرجل الذي قيل يوماً إنه كان له يد في مقتل أخيه باسل بالتعاون مع جهاز سرّي داخل سوريا وبعض الأقارب من آل الاسد ومخلوف، أكمل رسالة والده بالقتل في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري الرافض للتمديد لاميل لحود ليعود بعدها ويقتل الرجل الذي صنع منه رئيساً لسوريا وهو غازي كنعان الشاهد على حقيقة اغتيال الرئيس الحريري.

يمرّ الوقت ومصاص الدماء بحاجة إلى شرب الدم، فهي بالوراثة، ليكون هذه المرة الهدف قائد مقاومة "حزب الله" عماد مغنية بصفقة مع إسرائيل بواسطة محمد سلمان وآصف شوكت صهر الرئيس السوري وبأمر من الأخير شخصياً ليعود بعدها ويقتل اللواء محمد سلمان الشاهد وأحد المخططين لاغتيال مغنية. هذا هو النظام الحاقد الذي يدّعي العروبة، والتي تنام بجواره وعلى كتف جولانه دولة إسرائيل نوماً هانئاً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق