علي كلاكش: أحرق في بلدة الخيام في جنوب لبنان، خلال اقل من شهرين، نحو تسعين سيارة تابعة لمناصري رئيس لقاء "الانتماء اللبناني" احمد الاسعد. وخلال الاسبوع الماضي كانت تحترق في شارع منزو من البلدة السيارة رقم 91، مما أثار حفيظة لم يكن يتوقعها "حزب الله". فقد ارتفع صوت ابناء البلدة بعبارة كفى، وانطلقت اتصالات من فاعليات اجتماعية في الخيام وخارجها، جميعها تسأل هل اصبحت عمليات حرق السيارات لأسباب انتخابية ظاهرة في الجنوب مسموح بتفاقمها؟ علماً انه كان مطلوباً منذ البداية قطع دابر التعدي على الممتلكات الخاصة للناس.
وصل صوت الناس المرتفع الى مسامع الاجهزة الامنية والمستويات السياسية الرسمية في الجنوب، التي تداعت الى الاتصال بـ"حزب الله" وحركة "امل". وكان الجواب هو نفسه: كل طرف حاول رمي كرة المسؤولية عما يحدث على الطرف الآخر. ولكن الناس ملوا من هذه الطريقة في التحايل على وجود الدولة ومشاعر مواطني الجنوب. وطالبوا باجراءات حاسمة لوقف ظاهرة احراق السيارات كأسلوب متبع ضمن حملة "حزب الله" الانتخابية في هذه المنطقة.
كان لافتاً انه بعد مضي اربع وعشرين ساعة على تعاظم حملة الناس في الجنوب ضد ظاهرة إحراق سيارات تيار سياسي، كل ما يفعله انه يخالف "حزب الله" رأيه السياسي وخياراته، حدث تطور ترك في اثره الكثير من الدهشة والاستغراب. فقد اتصل احد مسؤولي "حزب الله" المعروفين في الجنوب بمسؤول في "الانتماء" وقال له: انتهت عمليات إحراق السيارات.
بهذه البساطة اعلن "حزب الله" خروجه من هذه القضية، التي انتهجها طوال ثلاثة اشهر وألحقت اضراراً بممتلكات المواطنين قدرت بنحو 152 سيارة.
والآن ينتظر المواطنون ما اذا كان التعهد الذي جاء متأخراً بوقف التعدي على ممتلكات المواطنين الخاصة بتهمة مخالفة الرأي السياسي للحزب، سينفذ. وبانتظار ذلك ثمة اسئلة مشروعة تطرح عن سبب خوف "حزب الله" من حالة سياسية لا تزال ناشئة وكل ما تملكه هو مناصرون عزل من السلاح يريدون وضع ورقة تعبر عن رأيهم في صناديق الاقتراع.
هناك العديد من الاسباب لخوف الحزب هذا، لعل ابرزها ان حالة احمد الاسعد تعيد التذكير بالقاعدة الاسعدية في هذه المنطقة، وهي قاعدة اجتماعية، عمد "حزب الله"، بعد انتقال الزعامة السياسية في جبل عامل من دارة الطيبة الاسعدية الى حركة "امل"، الى استقطابها، تحت عنوان انه قادر على تأمين حماية لها بوجه الحركة، وضمن مناخ انه اذا كانت "امل" بنت مجد صعودها السياسي والاجتماعي في الجنوب على انقاض الاسعدية، فان "حزب الله" هو خارج اطار هذا الصراع، وبروزه كقوة سياسية في الجنوب لا يوجد فيها عقدة المرحلة الاسعدية .
وبالفعل فان القاعدة الاسعدية كانت من اوائل الشرائح الاجتماعية في الجنوب التي ذهبت الى "حزب الله" لتحمي نفسها من سيطرة "امل" السياسية والعسكرية والاقتصادية على الجنوب. وكان العداء كبيراً في تلك الفترة بين شرائح "امل" الاجتماعية الجديدة الصاعدة وشرائح الاسعدية. فالاولى كانت تسعى الى تأكيد نفوذها، على حساب تراجع الثانية. ولم يكن ممكناً للجماعات الاسعدية ان تذهب الى "امل"، كما لم يكن بمقدور الاخيرة ان تستقطبها. وجاء "حزب الله" ليستفيد من هذا التناقض الاجتماعي والسياسي بين الشريحيتن، وعقد مقايضة تاريخية: الحماية للاسعديين في مقابل ولائهم له.
الآن يخشى "حزب الله" ان تؤدي حركة احمد الاسعد في الجنوب الى ايقاظ الشرائح الاسعدية بداخله، وبتعبير أدق ان تنكأ ذاكرتهم بعدما نجح في تطويعهم اجتماعياً وثقافياً ضمن مشروعه الحزبي. وعلى هذا فان الحزب يتعامل بأسلوب قمعي مع احمد الاسعد، ليس لكونه معارضاً سياسياً لخيار الحزب الشيعي فحسب، بل لكونه يهدد باستعادة الذاكرة لجزء واسع من قواعده الاجتماعية في الجنوب.
وصل صوت الناس المرتفع الى مسامع الاجهزة الامنية والمستويات السياسية الرسمية في الجنوب، التي تداعت الى الاتصال بـ"حزب الله" وحركة "امل". وكان الجواب هو نفسه: كل طرف حاول رمي كرة المسؤولية عما يحدث على الطرف الآخر. ولكن الناس ملوا من هذه الطريقة في التحايل على وجود الدولة ومشاعر مواطني الجنوب. وطالبوا باجراءات حاسمة لوقف ظاهرة احراق السيارات كأسلوب متبع ضمن حملة "حزب الله" الانتخابية في هذه المنطقة.
كان لافتاً انه بعد مضي اربع وعشرين ساعة على تعاظم حملة الناس في الجنوب ضد ظاهرة إحراق سيارات تيار سياسي، كل ما يفعله انه يخالف "حزب الله" رأيه السياسي وخياراته، حدث تطور ترك في اثره الكثير من الدهشة والاستغراب. فقد اتصل احد مسؤولي "حزب الله" المعروفين في الجنوب بمسؤول في "الانتماء" وقال له: انتهت عمليات إحراق السيارات.
بهذه البساطة اعلن "حزب الله" خروجه من هذه القضية، التي انتهجها طوال ثلاثة اشهر وألحقت اضراراً بممتلكات المواطنين قدرت بنحو 152 سيارة.
والآن ينتظر المواطنون ما اذا كان التعهد الذي جاء متأخراً بوقف التعدي على ممتلكات المواطنين الخاصة بتهمة مخالفة الرأي السياسي للحزب، سينفذ. وبانتظار ذلك ثمة اسئلة مشروعة تطرح عن سبب خوف "حزب الله" من حالة سياسية لا تزال ناشئة وكل ما تملكه هو مناصرون عزل من السلاح يريدون وضع ورقة تعبر عن رأيهم في صناديق الاقتراع.
هناك العديد من الاسباب لخوف الحزب هذا، لعل ابرزها ان حالة احمد الاسعد تعيد التذكير بالقاعدة الاسعدية في هذه المنطقة، وهي قاعدة اجتماعية، عمد "حزب الله"، بعد انتقال الزعامة السياسية في جبل عامل من دارة الطيبة الاسعدية الى حركة "امل"، الى استقطابها، تحت عنوان انه قادر على تأمين حماية لها بوجه الحركة، وضمن مناخ انه اذا كانت "امل" بنت مجد صعودها السياسي والاجتماعي في الجنوب على انقاض الاسعدية، فان "حزب الله" هو خارج اطار هذا الصراع، وبروزه كقوة سياسية في الجنوب لا يوجد فيها عقدة المرحلة الاسعدية .
وبالفعل فان القاعدة الاسعدية كانت من اوائل الشرائح الاجتماعية في الجنوب التي ذهبت الى "حزب الله" لتحمي نفسها من سيطرة "امل" السياسية والعسكرية والاقتصادية على الجنوب. وكان العداء كبيراً في تلك الفترة بين شرائح "امل" الاجتماعية الجديدة الصاعدة وشرائح الاسعدية. فالاولى كانت تسعى الى تأكيد نفوذها، على حساب تراجع الثانية. ولم يكن ممكناً للجماعات الاسعدية ان تذهب الى "امل"، كما لم يكن بمقدور الاخيرة ان تستقطبها. وجاء "حزب الله" ليستفيد من هذا التناقض الاجتماعي والسياسي بين الشريحيتن، وعقد مقايضة تاريخية: الحماية للاسعديين في مقابل ولائهم له.
الآن يخشى "حزب الله" ان تؤدي حركة احمد الاسعد في الجنوب الى ايقاظ الشرائح الاسعدية بداخله، وبتعبير أدق ان تنكأ ذاكرتهم بعدما نجح في تطويعهم اجتماعياً وثقافياً ضمن مشروعه الحزبي. وعلى هذا فان الحزب يتعامل بأسلوب قمعي مع احمد الاسعد، ليس لكونه معارضاً سياسياً لخيار الحزب الشيعي فحسب، بل لكونه يهدد باستعادة الذاكرة لجزء واسع من قواعده الاجتماعية في الجنوب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق