أرشيف المدونة الإلكترونية

الأحد، 15 مارس 2009

تكتل مراد والمخابرات السورية والمال الطاهر يستنفر لتعويم بعض الوجوه إنتخابياً

تسعى قوى "8 آذار" الى الفوز في الإنتخابات النيابية المقبلة كعادتها بأي وسيلة. وفي دائرة البقاع الغربي عادت "وجوه مقيته" الى إستخدام وسائل، قرف البقاعي منها، رغبة في حصد بعض من المقاعد النيابية والعودة الى السلطة التي لم يحسنوا إستخدامها. وتكتلت عوامل عدة في هذه الدائرة (تظهر عند كل مفترق) للمساعدة في تعويم هذه الوجوه أبرزها عصابات أو ميليشيات وزير الدفاع السابق عبد الرحيم مراد، والمخابرات السورية التي لا تزال نشطة بقوة هناك، وطبعا "المال الطاهر".

وتشير مصادر نشطة في البقاع الغربي الى أن "الاستخبارات السورية تحاول زرع بعض مراسلي الصحف في المنطقة في الماكينات الانتخابية لمرشحي قوى "14 آذار"، ممن لديهم ارتباطات وثيقة مع هذه الاستخبارات ومن بين هؤلاء مراسل لجريدة يومية وهو من اعضاء الحزب "السوري القومي الاجتماعي" ومراسل آخر من "البعث السوري"، بقصد جمع المعلومات ورصد تحركات المرشحين واتصالاتهم ومتابعة انشطتهم".

أما المال الطاهر فيبدو أنه وصل الى اميركا اللاتينية حيث يؤكد مغتربون أن "مندوبو مراد بدأوا اتصالاتهم مع مناصرين للمعارضة يعيشون في دول أميركا اللاتينية تمهيداً لتأمين انتقالهم إلى لبنان، للمشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة، على أن تدفع المعارضة تكاليف السفر بالإضافة الى مغريات مادية أخرى كتأمين كلفة الفندق وتكاليف الإقامة".

ومعلوم لأهل البقاع مدى كثافة شبكة علاقات مراد في أميركا اللاتينية (السبب الرئيسي في تكوين ثروته) وخصوصاً برفاق نجله الذي قتل سنة 1994 على ايدي عصابات المخدرات في كولومبيا حيث المعروف انه ووالده وعدد من كبار المسوؤلين السوريين كانوا يقيمون علاقات وينظمون صفقات درّت عليهم الملايين.

وباقي ثروته "الطاهرة" جمعها من المال الليبي الذي حصل عليه من الرئيس الليبي معمر القذافي لقاء رهن وتباعية "التنظيم الطليعي" الذي كان عضواً فيه مطلع سبعينيات القرن المنصرم. إضافة الى نهبه لأموال وممتلكات حزب "الاتحاد الاشتراكي العربي"، بعد نشوب خلاف داخله، مقابل حصة جيدة نالها غازي كنعان وغيره امثال القاضي النزيه جدا الوزير اسعد دياب يذكر أن التدخل المباشر للمخابرات اللبنانية والسورية افضت الى حسم الخلاف يومها.

شكّل البقاع الخزان البشري لقوى 14 آذار، وتجلّت مشاركة أهله في إحتفالات هذه القوى في أكثر من مناسبة، وبدأ ذلك في الإنتخابات النيابية في العام 2005 فسقطت "الوجوه المقيته" الآنفة الذكر. ويقول البعض إنَّ البقاع ولا سيما الغربي منه أدّب بعض الذين جلسوا على مقاعد النيابة ومن هؤلاء مراد، ولعل اللبنانيين يتذكرون أن الأخير حين كان وزيراً للدفاع وزَّع بطاقات حمل أسلحة تُعدُّ بعشرات الآلاف، حتى وصل به الأمر إلى توزيع بطاقات موقَّعة ولكنها لا تتضمن أسماء، فيقوم من يحصل عليها بملء الأسماء وسرت رواية في البقاع الغربي أن مراد وزَّع من بطاقات حمل الأسلحة أكثر مما هناك من بطاقات إنتخابية آنذاك.

ويتذكر اللبنانيون أيضاً وخصوصاً أبناء منطقة عائشة بكار في بيروت (يسكن فيها مراد) دور ميليشيته الصغيرة أو عصابته في 7 أيار 2008 حين إحتلت المنطقة وسيطرت عليها وحاولت إنتهاك حرمة دار مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني.

ويخشى كثيرون يعرفون ببواطن الأمور أن يطغى على الإنتخابات النيابية في البقاع الغربي طابع "الإنتخابات المسلَّحة"، فبعض الذين سقطوا في دورة العام 2005 سيحاولون إسترداد ما خسروه بأي وسيلة، ينطبق ذلك خصوصاً على مراد، فالمعلومات تشير إلى أنه يمكن أن يُجري إنتخاباته وفق القاعدة التي كانت متّبعة منذ العام 1992 وحتى العام 2000.

السؤال هنا: هل يسير حلفاء المرشح مراد (الوجوه المقيته الأخرى) في الأسلوب الذي سيعتمده السؤال أولاً موجَّه إلى البرلماني العريق نائب رئيس المجلس السابق ايلي الفرزلي والى النائب السابق فيصل الداوود والى المرشح هنري شديد الذي كان مرشح "حزب الله" سابقاً، واليوم يتبنّى ترشيحه "التيار الوطني الحر" سعياً لتحسين صورته عند الناخب المسيحي بعدما تأثر في السابق بالجهة التي رشحته.

ولكن قبل إنتظار أجبوتهم تبدو الصورة واضحة جداً إذا تمعنا في النظر: مراد بالإضافة الى الفرزلي والداوود وشديد عندها ستكون النتجة عودة الى النظام الإرهابي الذي كان سائداً قبل الـ 2005.

بين مشهد 14 آذار ومشهد 8 آذار، تبدو اللوحة الإنتخابية شبه مكتملة كما يبدو أن (الخزان البشري البقاعي) لقوى 14 آذار سيُكمل ما بدأه عام 2005 من حيث (الفضل) في تحقيق الأكثرية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق