أرشيف المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 17 مارس 2009

"حزب الله".. للمقاومة أم لتجارة المخدرات؟


يقوم "حزب الله" منذ عدة اعوام بشراء معلومات عسكرية تتعلق بإسرائيل وجيشها عبر بعض الضباط والجنود الإسرائيليين مقابل كميات كبيرة من المخدرات التي يتم زرعها وتصنيعها في منطقة البقاع معقل "حزب الله" والقيادة العامة وبإشراف الحرس الثوري الايراني.

ونشطت هذه التجارة بين الجهتين في العامين 1998 و1999 لحظة اكتشاف الحزب وعن طريق الصدفة نقطة الضعف لدى بعض الضباط والجنود الاسرئيليين لجهة تعاطيهم المواد المخدّرة وإدمانهم عليها. وجاء هذا الاكتشاف على يد أسير كان الحزب أسره في إحدى معاركه مع إسرائيل، ليتبيّن لاحقاً انه يعاني بسبب إدمان المخدرات حيث تمت معالجته في مستشفى الرسول الاعظم التابعة للحزب. واستغلّ الحزب هذه النقطة ليصبح في ما بعد المموّل الاول لهؤلاء الضباط والجنود الذين يخدمون على الجبهة الشمالية على الحدود اللبنانية. واستطاع الحزب حينها أن يجنّد عدداً كبيراً من العسكريين الاسرائيليين وبعض اللبنانيين الذين يتعاملون معهم. ومن أهم هؤلاء رمزي نهرا من إبل السقي الجنوبية الذي كان يعمل مع المخابرات الاسرائيلية قبل ان يجنده "حزب الله" ليصبح في ما بعد الموزع الاول لمخدرات الحزب في الداخل الاسرائيلي، إلى أن تمّ اكتشافه من قبل المخابرات الاسرائيلية التي قتلته بواسطة سيارة مفخخة في جنوب لبنان، ليعلن الحزب لاحقاً ان نهرا هو من القادة في المقاومة الاسرائيلية.

كما استطاع الحزب تجنيد رجل أعمال هو ضابط احتياط سابق في الجيش الاسرائيلي يدعى الحنان تننباوم تمّ استدراجه الى لبنان عن طريق إحدى الدول العربية ليتبين لاحقاً أن الرجل لديه تاريخ حافل في تجارة المخدرات في أوروبا.

كما أن للحزب شبكة واسعة في تجارة المخدرات تنشط في الساحتين الداخلية والخارجية يديرها شخص من آل عبيد يحمل الجنسية الاسرائيلية وهو من أصل عربي وهو متوار عن الأنظار منذ عدة سنوات، ويقول البعض إنّه اختلس من "حزب الله" ملايين الدولارات من تجارة المخدرات. ويخصص الحزب أكبر كمية من مخدراته للساحة الاسرائيلية التي يغرقها بكلّ أنواع المخدرات حيث كان في البداية يضعها بالقرب من السياج الحدودي بين لبنان وإسرائيل لتأتي في ما بعد دورية إسرائيلية تأخذها واضعةً مكانها أموالاً ووثائق وبعض الأسلحة غالباً ما كانت تفقد من مخازن الأسلحة الاسرائيلية. لكن الحزب عاد واستبدل هذه الخطة بعد اكتشافها لتحلّ مكانها خطة بديلة كان قد وضعها القائد السابق للمقاومة عماد مغنية الذي قتلته المخابرات السورية ـ الاسرائيلية، والخطط تقضي أن تقوم مجموعة من الحزب بممارسة لعبة كرة القدم بالقرب من السياج الحدودي حيث يعمد أحد هذه العناصر الى قذف الكرة بعد ان توضع بداخلها كمية من المخدرات ليصار بعدها إلى رمي كرة أخرى إلى الداخل اللبناني وبداخلها مال وبعض الوثائق والخرائط المطلوبة من قبل الحزب.

وهذه الحالة المتكررة زرعت نوعاً من الثقة بين عناصر أمن "حزب الله" وبعض الضباط والجنود الإسرائيليين على هذه الجبهة، الى أن جاء وقت وضرب السوريون هذه الثقة بلحظة "غباء" كما وصفها مغنية حينها، والقصة بدأت عندما استطاع الحزب إقناع الاسرائيليين المتعاونين معه بأن يسلموه معلومات وخرائط هامة تتعلق بمعسكرات التدريب والمطارات السرية على أن يسلمهم بالمقابل أكبر كمية من المخدرات. وكان الحزب قد هيأ نفسه لهذه العملية البالغة الحساسية في تموز 2006 ليأتي حينها القرار السوري الذي يفرض على الحزب ضرورة خطف جنود إسرائيليين لجعلهم ورقة تفاوض بيدها. وجاء وقت تنفيذ العملية لتقترب دورية إسرائيلية مؤلفة من شاحنتين بداخل إحداها بعض الأسلحة المراد تسليمها للحزب إضافة الى الوثائق المطلوبة، لكن الحزب كان اتخذ قرار الخطف تحت ضغط سوري وبدأت عملية الهجوم التي تمّ خلالها أسر الجنود ليتبين لاحقاً انهم قتلوا خلال العملية، كما لم يتمكن حينها من العثور على الخرائط المطلوبة التي احترقت داخل تلك الآليات.

والجميع يعلم ما أفضت اليه تلك العملية أو بالأحرى القرار السوري من خراب ودمار لللبنان تحت حجة "لو كنت أعلم". هذه العملية جعلت عماد مغنية يقول حينها انها ربما تكون الاخيرة على جبهة الجنوب "لأن السوريين جعلونا نفقد صدقيتنا حتى مع الاسرائيليين".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق