أرشيف المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 17 مارس 2009

كيف يعمل الأمن الإيراني في الساحتين اللبنانية والفلسطينية؟

لم ينكر "حزب الله" يوماً علاقته بإيران والتزامه مبدأ ولاية الفقيه، وأمين عام الحزب حسن نصر الله وأركانه لا يتوانون في كل مناسباتهم عن التذكير بهذه العلاقة التي لها الفضل في "انتصاراتهم" واستمرارهم، في حين أن هذا الفضل يعود اولاً واخيراً الى تضحيات اللبنانيين كافة وخصوصاً من بينهم الطائفة الشيعية.

أوساط شيعية مستقلة كانت لها تجربة مع "حزب الله"، أكدت أنه بقدر ما يتغنى "حزب الله" بعلاقاته مع إيران، إلاّ أن ايران ترى في هذه العلاقة تفصيلاً صغيراً تستخدمه ورقة في سياق نزاعها مع الغرب. وأضافت هذه الاوساط انه لو توصلت طهران الى تسوية لملفاتها مع الغرب، فسنرى موقفاً إيرانياً يصدم الواقع الشيعي اللبناني. وأشارت هذه الاوساط الى ان ايران تنسج علاقاتها مع الدول أو الأحزاب أو الحركات وفقاً لمصالحها، وتستخدم هذه العلاقات لتحقيق هذه المصالح آخذة في الاعتبار الاستفادة من هذه القوى ما دامت موجودة الآن، لأن المستقبل بالنسبة لهذه القوى غير مضمون.

وتؤكد هذه الاوساط ان ايران لا تعتمد فقط على علاقاتها العلنية مع "حزب الله" في لبنان وحركتي حماس والجهاد في فلسطين، فالسفارات الإيرانية وموظفوها يقومون الى جانب عملهم الديبلوماسي بتنظيم وتأطير مجموعات من الشباب الشيعي التابعين لهم مباشرة. وتوضح هذه الاوساط ان موظفي السفارات الايرانية يختارون شباباً لا علاقة لهم بـ"حزب الله" ولا بحماس والجهاد. وحجة هؤلاء الديبلوماسيين والملحقين الأمنيين، ان "حزب الله" وحماس والجهاد تنظيمات قوية ودورها فاعل الآن في مجريات الاحداث، إلا أن هذا التأثير لهذه القوى قد يتقلص في المستقبل وقد يضمحل، وإيران دولة ثابتة لها مصالحها. وهذا يعني حسب هذه الأوساط ان ايران إلى جانب دعمها لقوى سياسية بشكل علني، إلا أن لها مجموعات ترتبط بها مباشرة، تحافظ عليها لتكون بديلاً في حال فقدان تلك الأحزاب والحركات القدرة على التأثير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق